

في إطار توجهها للتوسع في نشاطها الإنساني والتنموي عبر العالم؛ قامت قطر الخيرية بافتتاح مكتب جديد لها في لبنان، وقد تم تدشينه في حفل حضره كل من دولة الدكتور نواف سلام رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية اللبنانية، وسعادة الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة قطر الخيرية، وسعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني سفير دولة قطر، وعدد من الوزراء والنواب والمسؤولين اللبنانيين، وممثلي منظمات المجتمع المدني ومسؤولي قطر الخيرية.
وتعمل قطر الخيرية في أكثر من 70 دولة من خلال شبكة مكاتبها الميدانية أو شراكاتها مع المنظمات الإنسانية الأممية والدولية والمؤسسات الخيرية المحلية، وبافتتاح مكتب قطر الخيرية في العاصمة بيروت يصبح عدد مكاتب قطر الخيرية الميدانية حتى الآن 34 مكتبا حول العالم.
وفي كلمة له في مستهل الحفل قال سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني سفير دولة قطر لدى لبنان: لقد كانت دولة قطر بقيادة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ـ وما زالت ـ سباقة في الوقوف إلى جانب الأشقاء في لبنان، واليوم يعكس هذا الحفل روح العطاء والتضامن التي تميز العلاقات الأخوية بين البلدين، كما يعبر عن الهدف الإنساني لقطر الخيرية التي تعمل من أجل تحسين ظروف الأشقاء اللبنانيين واللاجئين إيمانا منها بأهمية العمل الإغاثي والتنموي ودعما لمساعي الحكومة اللبنانية في ظل الأزمة الراهنة، وتطلع في ختام كلمته لتعزيز التعاون والشراكة بين دولة قطر ولبنان وثمن جهود قطر الخيرية وتمنى لها المزيد من النجاح في عملها الخيري.
وألقى سعادة الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة قطر الخيرية كلمة في الحفل أكد فيها على حرص قطر الخيرية بأن تكون قريبة من المجتمعات التي تستهدفها “من أجل أن تلامس احتياجاتها الإنسانية بصورة مباشرة، عبر شبكة مكاتبها الميدانية، أو من خلال شراكاتها مع منظمات أممية ودولية ومؤسسات خيرية محلية “. واعتبر أن افتتاح مكتب لبنان “يعزّز هذا الحضور، ويجسد التزام قطر الخيرية بالعمل الإنساني النوعي، ويمنحها قدرة أكبر على الاستجابة الفاعلة، والتخطيط المشترك، والتأثير الإيجابي”.
وأعرب عن أمله في أن يشكل المكتب الجديد “نقطة انطلاق لتنفيذ خطط طموحة، بحيث تتماشى مع أولويات التنمية الوطنية في لبنان، ويتم إنجازها بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة، لضمان تكامل الجهود وتحقيق الأثر المستدام”.
وتقدم سعادة وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة قطر الخيرية بخالص الشكر إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، على دعمه المتواصل والريادي للعمل الإنساني، كما عبر عن جزيل تقديره لفخامة الرئيس اللبناني جوزيف عون، لتعاونه البنّاء في تسهيل العمل الخيري، والتمكين للمبادرات الخيرية. وتوجه بخالص امتنانه لدولة الدكتور نواف سلام على تفضله برعاية حفل تدشين مكتب قطر الخيرية وتوجيهاته الكريمة لتيسيير افتتاحه.
وفي كلمته بهذه المناسبة قال دولة الدكتور نواف سلام رئيس الحكومة اللبنانية: إن افتتاح مكتب دائم لـ “قطر الخيرية” في بيروت يحمل دلالات عميقة. فهو ليس مجرد خطوة إدارية، بل دليل واضح على عمق العلاقة بين لبنان وقطر، وعلى حرص دولة قطر، قيادة وحكومة وشعبا، على الوقوف إلى جانب لبنان في أوقاته العصيبة.
وأضاف: نحن لا ننسى أن قطر سارعت، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على بلدنا، إلى إطلاق جسر جوي وبحري محمّل بالمساعدات، وأن “قطر الخيرية” أطلقت من الدوحة حملة تضامن شعبية واسعة دعما للبنان. كما لا ننسى وقوف هذه المؤسسة إلى جانبنا في احتضان النازحين السوريين، بما وفّرته من دعم وإغاثة. وأعرب دولة رئيس الوزراء اللبناني عن أمله في أن “يتطوّر هذا التعاون اليوم إلى شراكة استراتيجية لدعم خطة العودة الكريمة والمستدامة، بالتنسيق مع لبنان وسوريا والمنظمات الدولية المعنية، حفاظا على حق النازحين ومصلحة بلدينا وشعبينا”.
وتطلّع رئيس الحكومة اللبنانية إلى أن يفتح مكتب قطر الخيرية في بيروت “آفاقا جديدة للتعاون المؤسسي المباشر مع الدولة اللبنانية ..وصولا إلى شراكة حقيقية وبنّاءة، تُترجم إلى مشاريع تنموية وصحية وتعليمية وإغاثية”.
تكريم
وفي ختام الحفل قام كلّ من سعادة الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة قطر الخيرية والسيد يوسف بن أحمد الكواري الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية بتكريم دولة رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام وتقديم درع قطر الخيرية تقديرا لدوره الكبير في تعزيز التعاون العربي المشترك ودعم العمل الإنساني والمبادرات الخيّرة.
خطط طموحة
الجدير بالذكر أن التدخلات الإنسانية لقطر الخيرية في لبنان تعود للتسعينات من القرن الماضي، وكانت تتم بالتعاون مع منظمات محلية، مستهدفةً الفئات الأكثر هشاشة من الأشقاء اللبنانيين واللاجئين إليها. وقد بلغ إجمالي عدد المستفيدين من مشاريعها السابقة أكثر من 483 ألف شخص، وشملت قطاعات التعليم، والصحة، والإغاثة، والسكن، والتمكين الاقتصادي، وغيرها.
وتأمل قطر الخيرية أن يشكل افتتاح مكتبها في بيروت نقطة انطلاق لتنفيذ خطط طموحة، بحيث تتماشى مع أولويات التنمية الوطنية في لبنان، ويتم إنجازها بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة، وذلك لضمان تكامل الجهود وتحقيق الأثر المستدام. وتشمل هذه الخطة للأعوام: 2025 ـ 2027 تنفيذ أكثر من 70 مشروعا تنمويا وإنسانيا، وتستهدف ما يزيد عن 396 ألف مستفيد من الأشقاء اللبنانيين واللاجئين السوريين والفلسطينيين.
وتسهم المكاتب الميدانية لقطر الخيرية عبر العالم في تمكينها من تقدير الاحتياجات وسرعة تنفيذ التدخلات الإنسانية، وتنفيذ مشاريع وبرامج مكافحة الفقر، وتعزيز التنمية المستدامة بمواصفات عالية الجودة، ومتابعتها بصورة مباشرة، وفق السياسات والخطط الحكومية للدول التي تعمل بها، وتعزيز العلاقات مع المنظمات الدولية والجهات الشريكة.
عن قطر الخيرية
تأسست قطر الخيرية في عام 1984 على يد مجموعة من المحسنين القطريين الذين شعروا بالقلق من تزايد عدد ال