أخبار عاجلة
الرئيسية / الرئيسية / المكلف بالاتصال في تونس : خدمة من لا خدمة له … تغييب الكفاءات وتعويل على العلاقات والصداقات

المكلف بالاتصال في تونس : خدمة من لا خدمة له … تغييب الكفاءات وتعويل على العلاقات والصداقات

في أغلب دول العالم المتحضّر ينجح رؤساء الدول أو رؤساء الحكومات أو الوزراء عادة بفضل الملفين بالإعلام والاتصال . وهذه المهنة في الحقيقة ليست لعبة يمكن أن ” يلعبها ” أي كان . فهي علم يدرّس في الجامعات والمدارس العليا  التي تفرز الكفاءات  والمهارات . أما في تونس  ( وهنا لا نقصد التعميم ) فقد تعوّدنا للأسف الشديد على تعيين المكلفين بالاتصال والإعلام بالمحاباة والمجاملات والصداقات … ليس كلّهم طبعا لكن للأسف  يحدث هذا في المناصب الحساسة للبلاد .

ولعلّ هذه ” الشكشوكة ” التي نعيشها اليوم في ما يتعلّق بتشكيل الحكومة  دليل على أن سياسة ” الرعواني ” هي السائدة حاليا . فقد أعلن  رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي بنفسه وأعلن المكلف بالإعلام لديه في مليون مرّة أن المسألة تكاد تكون حسمت وأن الإعلان عن الفريق الحكومي الذي وقع عليه الاختيار بات وشيكا . وأكثر من هذا فقد أعطى الرجلان مواعيد للإعلان عن التشكيلة لكن في كل مرّة  يتم التأجيل فلا تشكيلة ولا ندوة صحفية ولا هم يحزنون .

هذه ” اللخبطة ” تجعلنا أمام نقطة استفهام كبيرة وهي : ماذا  يعني الاتصال حقيقة لدى رئيس الحكومة المكلّف ولدى الكلف بالاتصال لدى المكلّف ؟. إنها قد لا تعني شيئا والحال أنها حجر الأساس في عمله سواء الآن أو في ما بعد عندما يصبح رئيس حكومة  بصفة رسمية . فقد كان على المكلف بالإعلام ألّا يحدد للصحافيين أي موعد للندوة الصحفية طالما أنه ليس متأكدا من شيء وطالما أن كل ساعة وعلمها في مسار تشكيل الحكومة . أما أن يعلن ثم يعلن عن التأجيل ثم عن تأجيل التأجيل … ثم يترك الأمور للحظ فهذا لا يسمّى لا كفاءة ولا مهنيّة ولا أي شيء من هذا القبيل .

قد يكون السيد المكلف بالإعلام لدى رئيس الحكومة المكلف كفاءة في مجال ما . لكنه بالتأكيد ليس في الإعلام والاتصال . لذلك نقول إن اختياره لم يكن مبنيّا على معيار المهنية والكفاءة وعلاقاته الطيبة مع الإعلام وقدرته على تحقيق الأهداف المنشودة مع الإعلاميين بل على أشياء أخرى لا نعلمها وربما تكون الصداقة والقرب من الحبيب الجملي أهمّها .

ولعلّ ما يحزن حقّا هو أن نترك كفاءات موجودة ومشهود لها ونعوّل على أشخاص لا يقدرون على تقديم الإضافة والنجاعة . والكفاءات موجودة هنا وهناك ويكاد الجميع يعرفها إلا من يهمّهم الأمر .

ولا يقتصر هذا الأمر في الواقع على رئيس الحكومة المكلّف . فرئاسة الجمهورية لا تكاد تفوق رئاسة الحكومة إلا بالصبر . ودون الدخول في تفاصيل لا طائل من ورائها يكفي أن نقول إن السياسة الاتصالية لرئيس الجمهورية فاشلة إلى حد الآن  لأنه بساطة محاط بفريق اتصالي ليس متمكّنا من مهمّته وتتميّز ردود أفعاله بالإنفعالية وبالتالي تفتقر إلى الرصانة والتروّي وبعد النظر . وما خطاب الرئيس قيس سعيد الأخير إلا دليل على ما نقول . فقد أمضى نصف الوقت في لوم منتقديه في الإعلام ووسائل التوصل الإجتماعي وقد كان عليه أن يبدو أكثر هدوء وأن يمرّ على النقد والانتقاد مرور الكرام لا غير.

وفي كلا الحالتين نعتقد أن على رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية إعادة النظر في مسألة الفريق الاتصالي لكليهما إذا أرادا النجاح والتواصل مع هياكل الدولة والشعب . ومرة أخرى نشير إلى أن الكفاءات المطلوبة موجودة وما عليهما إلا استشارة هياكل الإعلام والكثير من الإعلاميين لحصول على أفضل الكفاءات إذ لا يكفي أن يكون أحدهم  دكتورا في الصحافة أو مدرّسا بمعهد الصحافة ( سابقا أو حاليا )  ليكون بالضرورة اتصاليا ناجحا .

شاهد أيضاً

عرض “عشاق الدنيا ” يصنع الحدث في إفتتاح مهرجان “كازا طرب”

في سهرة رمضانية استثنائية احتضنها فضاء تياترو كليوباترا بقمرت قدم عبد الحميد بوشناق في سهرة …