الوسيط مجلة إخبارية يومية
منذ الإعلان عن تكليف الحبيب الجملي بتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة يوسف الشاهد ، والأخطاء الإتصالية تتوالى بشكل غير مسبوق للجملي سواء قبل أو بعد تعيينه لقيس العرقوبي كمكلفا بالإعلام والإتصال .
لن نتحدث عن ” السقطات ” الأولى للحبيب الجملي في أولى ” طلعاته ” الإعلامية من حيث الشكل أو المضمون ولا في غياب الأناقة في ملابسه وفي طريقة كلامه وفي سوء اختيار الأماكن التي يقوم فيها فريقه الإعلامي بتصوير فيديو له وحتى طريقة تصويره ، ولن نتحدّث أيضا عن فشله المتواصل في تشكل الحكومة وما يرافق المفاوضات من غموض وغياب للشفافية والتواصل الإعلامي عكس رؤساء الحكومات السابقين ، من حمادي الجبالي مرورا بعلي العريّض فمهدي جمعية ثم الحبيب الصيد وآخرهم يوسف الشاهد ، لكن سنتحدث عن الإخفاقات الإعلامية الأخيرة منذ تعيين قيس العبروقي كمكلفا بالإعلام والإتصال لدى رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي .
وإن كنا لا نتحامل على العرقوبي أو نشكك في مستواه المهني ، لكن تكّرر أخطائه الإتصالية تطرح عدة تساؤلات عن الاستراتيجية الاتصالية ، فلا يعقل أن يعلن يوم الجمعة الماضي عن عزم رئيس الحكومة عقد لقاء صحفي هام قبل أن يعلن تأجيله في وقت سابق بعد حضور ” جيش ” من الصحفيين للموعد المرتقب .
ثم أعلن العرقوبي صباح اليوم الإثنين عن مؤتمر صحفي للجملي سيعقده ظهر اليوم للاعلان عن تركيبته الحكومية ، وهو خبر تناقلته كل وسائل الاعلام المحلية والدولية التي كانت في حالة ترقب شديد لمعرفة التشكيلة الوزارية ، ليخرج رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي منذ قليل في تصريح مقتضب ويعلن تأجيل الاعلان عن الحكومة الجديدة .
وبالتوازي مع كل تلك الأخطاء الاتصالية والتسرع في الاعلان عن أخبار غير صحيحة أو مرتقبة ، فإن العرقوبي نشر أخبار أو دعوات للصحفيين أو انشطة رئيس الحكومة المكلف في صفحته الخاصة على “الفايسبوك ” وهذا يتعارض مع الحرفية ومع مهنة المكلف بالاتصال في رئاسة الحكومة .
وفي ظلّ الفوضى و ” الرعوانية ” الإتصالية لرئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي ، من حقنا أن نتساءل : لماذا لم يستنجد بالكفاءات الموجودة في مصالح الإعلام والإتصال برئاسة الحكومة أو بالإدارة العامة للإعلام أو بالخبرات الموجودة في وكالة تونس افريقيا للأنباء على سبيل الذكر لا للحصر .
فالاتصال الحكومي يجب ان يكون قائما على مبادئ اساسية و مقاربات علمية اساسها الشفافية و الصراحة و النزاهة و هو لم نسجله منذ تكليف الحبيب الجملي اذ غالبا ما سجلنا تضارب في التصريحات و التعتيم على المعلومة من قبل مصالح رئاسة الحكومة.
و يجب ان ينبني الاتصال الحكومي والعلاقات العامة الحكومية على مبادىء اساسية ومقاربات علمية، لم يتضح وجودها في ما يقوم به الجملي أو مستشاره الاعلامي العرقوبي.
الآن وقد ” وحل الفاس في الراس ” وجب على الجملي تعديل سياساته الاتصالية في أقرب الآجال وأن يحرص على تعيين فريق إعلامي متكوّن ومن الخبرات والكفاءات وألا تغيب عنه مفاهيم هيبة الدولة .. فهو اليوم يمثل الدولة ولا يمثّل نفسه ..
