الرئيسية / ابداعات / لهذه الأسباب لن يختفي الفلسطينيون..بقلم: صالح الراشد

لهذه الأسباب لن يختفي الفلسطينيون..بقلم: صالح الراشد

قال ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية: “الكبار يموتون والصغار ينسون”، وكان يقصد هنا ان فلسطين لن تعود لأهلها أبداً ولن يطالب بها أحد، كما حصل مع الهنود الحمر الشعب الأصلي في الولايات المتحدة والأبورجيون السكان الأصليّين في استراليا، وهاتان الدولتان أحتلهما الأوروبيون كما فعلوا مع فلسطين مع فارق كبير في التمسك بالوطن، حيث اندمج الهنود الحمر والأبورجيون مع المحتلين إلا ان الشعب الفلسطيني يرفض الاندماج مع المحتل وما زال يحلم بوطن مستقل يقوده شرفاء الشعب الفلسطيني وأحراره.
إن فلسطين ليست دولة عابرة في التاريخ وشعبها لن يمحوه محتل ولا قرارات عصبة الأمم وبعدها عصابة الأمم المتحدة ولا الغطرسة الصهيوأمريكية، لأن أبناء الشعب الفلسطيني ينتشرون في شتى بقاع العالم ويتعلمون في كل يوم شيء جديد عن فلسطين، فزيت الزيتون الفلسطيني هو الأفضل في العالم هكذا تعلم الأم أبنائها وأحفادها فزيت بيت جالا لا مثيل له، وحين يأكلون الزعتر في بلاد الغرب يذكرهم والدهم وجدهم مع أول لقمة أن طعم زعتر جنين يفوق الخيال، ويقول أين هذا من ذاك،وحين يتناول البرتقال الأمريكي يقول بحزن يا لبرتقال يافا، كما يتذكر عنب الخليل وبلح وتمر أريحا وجوافة غزة، وحين يذهب الشاب الفلسطيني في الغرب لزيارة لندن أو باريس أو أي دولة في العالم ويعود لبيته ويبدأ بالحديث عن جمال ما زار، يقول والده لم تشاهد فلسطين فهي أجمل بقاع الأرض، لينتقل هذا الكلام عبر الأجيال لتنغرس صورة فلسطين الخالدة في قلب الشباب رغم بُعد المسافات.
وحين يشاهد الفلسطينيون في الغرب حجم العذابات التي يتعرض لها الفلسطينيون في الوطن فإنهم يتشاركون معهم اللحظة وألم العذاب، فيزداد انغراس الوطن السليب في قلوب الشباب والأطفال ويتم إقفال القلوب عليه حتى ترتوي من عشقه، لذا حين تسأل فلسطيني يحمل جنسية أي دولة غربية من أين أنت، لا يقول بريطاني أو أمريكي أو إنجليزي بل يقول بفخر : أنا فلسطيني من قرية قباطية وغيرة يعتز برمون وآخر بطولكرم وآخرون من بيت لحم والخليل ويافا وصفد، لنجد أنهم وفي كل القارات يعتزون بكوفيتهم ولباسهم ولهجتهم الواضحة في حديثهم ويغنون في أعراسهم الأغاني التراثية.
لقد أسقط أبناء فلسطين مقولة بن غوريون وعنجهية نتنياهو وأثبتوا للصهاينة أنهم لم ولن ينسوا فلسطين وأنها عالقة في فكرهم ووجدانهم، ومنهم إدوارد سعيد الذي مثل فلسطين فكريًا وأكاديميًا رافضاً تمثيل الولايات المتحدة، و إيليا سليمان الذي مثل السينما الفلسطينية ولم يمثل فرنسا التي يحمل حنسيتها، وعلى ذات الطريق سار دكتور الأعصاب أحمد القاق المولود في الولايات المتحدة، حين أصر على تمثيل المنتخب الفلسطيني بكرة القدم عوضاً عن الأمريكي، وهو ما أثار استغراب المجتمع الأمريكي لزيادة ارتباط أبناء فلسطين بوطنهم البعيد جغرافياً القريب قلبياً، لذا لن تختفي فلسطين من فكر الشعب الفلسطيني ولن يكونوا هنود حمر ولا أبورجيون .
آخر الكلام:
سيقول قائل ان بعض والبعض القليل من أبناء فلسطين أداروا ظهورهم لها وهذا أمر ممكن، لكن نهضة جيل الشباب الفلسطيني في الغرب بعد العدوان الصهيوني الأخير، أثبت أن الفلسطيين لن يختفوا ولن يندمجوا ولن يذوبوا وأنهم صامدون ويسعون وراء الحلم الأعظم بعودة فلسطين لأهلها مهما طال الزمن.

شاهد أيضاً

تتويج 10 شخصيات عربية بلقب “صانع التغيير” وهند القاسمي شخصية العام

اختتم المنتدى الدولي لصنّاع التغيير، مساء أمس الأول، أعمال دورته الأولى 2025، التي نظمتها مؤسسة …