الرئيسية / فن / “التلي” يجمع جيلين.. أم وابنتها يخطفان الأنظار في “بنان”

“التلي” يجمع جيلين.. أم وابنتها يخطفان الأنظار في “بنان”

داخل الركن الإماراتي في “الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية “بنان””، لفتت الحرفية الإماراتية د. إيمان السويدي ووالدتها موزة عبد الله أنظار الزوار بحضور دافئ يجمع خبرة جيلين وشغفًا طويلًا بفنّ “التلي”، أحد أعرق الفنون التقليدية في الإمارات وأكثرها ارتباطًا بالهوية النسائية.
كان الركن يعجّ بالحركة، وزواره يقتربون بدافع الفضول ليتعرّفوا على خيوط دقيقة تتوهّج تحت الإبرة، وعلى حكاية أمّ وبنت حافظتا على جمال هذه الحرفة ونقلتاها من البيوت القديمة إلى منصّات الاحتفاء بالحرف التقليدية في المنطقة.
تقول د. إيمان إن مشاركتهما في “بنان” ليست مجرد عرض لمهارة يدوية، بل تأكيد على أنّ “التلي” ما زال حيًا ومطلوبًا، وأن الجيل الجديد بات ينظر إليه اليوم بوصفه قطعة جمالية يمكن إدخالها في الملابس العصرية والحقائب والإكسسوارات وحتى البنطال. وتشير إلى أنّ اندماج “التلي” في الموضة الحديثة خلق مساحة جديدة للحرفة، وأضاف إليها طابعًا شبابيًا من دون أن يفقدها أصالتها أو لغة الزخارف التي عُرفت بها منذ عقود.
أما الأم، موزة عبدالله، فتستعيد حكاية طويلة مع الإبرة والخيط بدأت قبل أكثر من خمسين عامًا، وتقول إن “التلي” لم يعد مقتصرًا على اللون الأبيض التقليدي، بل أصبح مليئًا بالألوان المتنوعة التي فتحت المجال لابتكار تصاميم أكثر جرأة وتجدّدًا.
وتوضح أنّ بعض قطع “التلي” قد يستغرق صنعها أيامًا، فيما تأخذ قطع أخرى أسابيع وربما شهرًا كاملًا، تبعًا لدقة التصميم وكثافة الخيوط وسُمك النقشة، مشيرة إلى أن أهم ما يميز الحرفة هو الصبر الذي تتطلبه، فهو ليس مجرد شغل يدوي، بل “روح تُحاك مع كل غرزة”.
في الركن الإماراتي، وجد كثير من الزوار أنفسهم أمام تجربة عملية، حيث كانت د. إيمان ووالدتها تحرصان على شرح خطوات النسج وكيفية تركيب خيوط “التلي” فوق قطع القماش، مؤكدتين أن مشاركتهما تأتي أيضًا بهدف تعليم الأجيال الجديدة وتوسيع دائرة المهتمين بهذه الحرفة.
وتلفت د. إيمان إلى أن إقبال الفتيات الصغيرات كان لافتًا، وأن كثيرًا منهن يكتشفن للمرة الأولى جمال هذه التقنية ورشاقة حركتها على القماش.
وجود الأمّ وابنتها معًا منح الركن روحًا مختلفة؛ فقد بدا “التلي” هنا ليس مجرد موروث تُعرَض نتائجه على الطاولات، بل ذاكرة عائلية تنتقل من يد إلى يد، ومن جيل إلى جيل. وكانت الزائرات يتوقفن طويلاً أمام هذا التناغم الجميل، ويسألن عن معنى الألوان، وكيف تُختار النقوش، وما الذي يمنح القطعة قيمتها. وكانت الإجابات تحمل دائماً مزيجًا من الفخر والحنين والرغبة في الحفاظ على ما بقي من الحرف التي شكّلت جزءًا من هوية المرأة الإماراتية.
ومع تدفّق الزوار على “بنان”، بدا الركن الإماراتي واحدًا من أكثر الأركان التي تعكس المعنى الحقيقي لعودة الحرف التقليدية إلى الواجهة؛ مزج بين الجمال والحكاية، وبين مهارة الماضي وتطويرات الحاضر. وفي قلب هذا المشهد، ظلّت د. إيمان ووالدتها تؤكدان أن “التلي” سيبقى حاضرًا ما دامت هناك نساء يحوكْن قصصهنّ بخيوط ملوّنة وصبر طويل ومحبة لا تنفد.

شاهد أيضاً

مصمم الأزياء العالمي محمد اسماعيل يمثل مصر في فاشون فاكتور دبي

مروة حسننجاح كبير يضاف لمسيرة مصمم الازياء محمد إسماعيل بعد مشاركته العالمية المميزة في فاشون …