اتفاق ثابت لا رجعة عنه بين رئيس الولايات المتحدة ترامب ورئيس وزراء الكيان نتنياهو بأن الخطوات التي يجب اتخاذها لوقف العدوان على غزة موحدة، وأنها يجب أن تخدم الكيان ونتنياهو فقط دون اهتمام حقيقي بمستقبل غزة وسكانها، لضمان أن يضع نتنياهو على رأسه تاج النصر عقب الإبادة الموافق عليها بينهما، ومنذ العدوان ورفضه عالمياً يطل على العالم بين الفينة والأخرى كل منهما بحديث إعلامي إعلاني ليلمع كل منهما صورته حسب مستجدات الأمور، فنتنياهو يريد أن يصنع لنفسه مجداً في دولة الكيان بأن الذي حارب على سبع جبهات مرة واحدة، وترامب يبحث عن صناعة هالة بأنه الذي أوقف سبعة حروب في العالم وأنه صانع الأمان والسلام العالمي، وللان لا يعرف أحد ما هي الحروب السبعة التي أوقفها.
فالثنائي المتناغم “نتنياهو ترامب” المنبوذان عالمياً يحددان الأولويات لوقف العدوان أمام العالم بإعادة جميع الأسرى وإقرار حماس بالهزيمة، وتسليم سلاحها لبناء دولة فلسطينية منزوعة السلاح ثم إدخال المساعدات الإنسانية، وهذه الشروط تضع واشنطن بجوار تل آبيب في خانة عواصم الإجرام الحربي والإبادة الجماعية، أما أسوء ما في أحلام “نتنياهو ترامب” فيظهر في النهايات حيث يعتقدان بأنه يجب على العالم مكافأة الكيان الصهيوني على قتله الفلسطينيين ثم وقف عدوان الإبادة، بتوسيع دائرة السلام مع جميع الدول العربية رغم أن الكيان كان الطرف الأسوء في احترام أي اتفاقية سلام، وهذا يعطي مؤشر بأن الكيان يبحث عن السيطرة بطرق مختلفة من ثقافية واقتصادية على الدول التي ستندم مستقبلاً لدخولها في اتفاقيات السلام، لا سيما أنه أثبت عمق وقوة علاقته بواشنطن وانها حليفته هو وليس حليفة لأي عاصمة عربية.
وفي محاولة من ترامب لتجنب السخط العالمي المتزايد وحتى لا يتسبب بدخول البيت الأبيض في مرحلة متقدمة من مرض التوحد والعزلة المحلية والدولية، فقد قدم خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط وغزة، ويعتقد ترامب وفريق عمله أنها كافية لعلاج مخاوف قيادات الكيان المحتل وجميع دول المنطقة،في المقابل صدر بيان مشترك لقادة الدول العربية والإسلامية المشاركة في القمة متعددة الأطراف مع ترامب، وفيه أكدوا على ضرورة إنهاء الحرب في قطاع غزة كخطوة أولى نحو السلام، وهذا طلب منطقي في ظل التعامل مع حكومة صهيونية متطرفة لا تعترف إلا بمنطق القوة ولا ضوابط ولا ضامن لها.
وفي ظل معرفة العالم بترامب الذي يبدل ويغير من مواقفه على طريقة عارضة الأزياء التي تبدل ملابسها في الحفل الواحد عشرات المرات، فإن خطة ترامب تبقى مجهولة كون التنفيذ يختلف والكلمات تتبدل ويتغير معناها حسب رغبة راعيها الذي يريد أن يقدم خدمة جليلة للكيان، فالخطة حسب الاعتقاد الأمريكي أياً كانت يجب أن تخدم أهداف نتنياهو البعيدة كل البعد عن وقف الحرب، ليكون ما يقدمه ترامب المزيد من السراب القاتل لغزة وأهلها ويقدم الصواريخ والدعم العسكري للكيان للإسراع في إنهاء المهمة المتفق عليها بتدمير غزة حتى تتحول لريفيرا ترامب المستقبلية.
آخر الكلام:
لماذا لم يصدر ترامب قراراً بوقف الحرب وإدخال المواد الغذائية والطبية؟، ولو فعل ذلك لصدق العالم أن لديه نوايا صادقة للحفاظ على الأرواح البريئة، لكن ترامب ثعلب السياسة لن يقدم أي شيء مجاناً ولا لأجل الإنسانية فما هي المكافأة التي يبحث عنها.؟!
