الوسيط مجلة إخبارية يومية
بقلم: محمود النشيط
إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي
خلال جولتي السياحية الحالية قمت بزيارة فنلندا وهي احدى الدول الإسكندنافية التي استطاعت التعافي خلال سنوات قصيرة جراء ما لحق بها من أضرار اقتصادية بسبب تراجع عدد السياح نتيجة تداعيات الجائحة لتحتفل في العام الماضي بتحقيق 5.5 مليون سائح زار البلاد وهو الرقم المسجل في عام 2019، ومع التحديات الجديدة وصلت نسبة الزيادة إلى 2 – 3 % في العام الحالي 2025 بفضل الترويج المكثف الذي قامت به الحكومة داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه.
هناك خمسة قطاعات مشتركة تجعل من السياحة تساهم بما يقدر 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وهي: الإنفاق السياحي – النقل والمواصلات – الإقامة والضيافة – الأنشطة الترفيهية والسياحية بالإضافة إلى التجارة والمشتريات. وسجلت الإيرادات في عام 2019 حوالي أكثر من 15 مليار يورو، ويوفر القطاع السياحي حوالي أكثر من 140 ألف وظيفية ومن المتوقع زيادتها خصوصا بعد اتخاذ الحكومة خطوات جادة في فتح الاستثمار السياحي في مناطق جديدة لتطوير مشاريع وبرامج سياحية مبتكرة تجمع بين الترفيه والاستجمام وتتناسب مع الأجواء الشتوية التي تكون هي الأغلب على مدار العام.
تتوزع السياحة في فنلندا على معظم مساحتها البالغة حوالي 338424 كم مربع، وبفضل موقعها الجغرافي في شمال أوروبا فإن العوامل الطبيعية ورفاهية نظامها التعليمي ومستوى المعيشة المرتفع فيها تمكنت من تقديم خدماتها السياحية المتنوعة على مدار العام بجودة عالية ابتداءًا من العاصمة هلسنكي التي تحتوي على العديد من المواقع التاريخية والثقافية والترفيهية إضافة إلى الطبيعة والتسوق في الأسواق الشعبية والمجمعات التجارية مع انتشار واسع للكافيهات الحديثة والمطاعم بمختلف مستوياتها والتي تقدم أشهى الأصناف المحلية والعالمية.
فنلندا صاحبة تاريخ عريق في أجود الصناعات التكنولوجية الحديثة وقد تربعت شركة نوكيا ومعدات التعدين ومضخات الصناعية وغيرها الفنلندية لسنوات في المقدمة مما عرف العالم بهذا البلد أكثر وجعله محل أنظار المستكشفين من الرحالة وخاصة العرب، وفتحت الكثير من شركات الطيران خطوط مباشرة حيث تصل نسبة السواح الخليجيين بشكل خاص إلى 8% ، بينما يحتل جيرانها الأوروبيين الصدارة ويتنافس سياح شرق آسيا وبالتحديد الصين واليابان والهند بنسبة تصل إلى 10% ، ومن جارتها روسيا حوالي 25%.
سياحة الدول الاسكندنافية بشكل عام آخذة في الانتشار، وجمهورية فنلندا تشتهر بالسياحة الشتوية التي تنشط فيها العديد من الرياضات مثل التزلج على الجليد والتزلج عبر المسارات والتزلج على الزلاجات التي تجرها الكلاب بالإضافة إلى مشاهد الشفق القطبي الذي يجذب الآلاف من السياح سنوياً، والمعروف أيضاً عن هذا البلد اهتمامه بتنمية السياحة المستدامة ومشاريع الحفاظ على الحياة الطبيعية حيث يوجد عندها أكبر عدد من البحيرات في العالم مما جعلها جاذبة للسياح من الخارج ناهيك عن حرصها على إقامة الأنشطة والفعاليات المتنوعة على مدار العام.
