الرئيسية / ابداعات / ديكتاتوريون وقتلة يصنعون مستقبل العالم.. بقلم: صالح الراشد

ديكتاتوريون وقتلة يصنعون مستقبل العالم.. بقلم: صالح الراشد

يعشعش الرعب في قلوب شعوب القارة الأوروبية وسياسيها من حرب قادمة تقترب يوماً بعد يوم، وتحدث عنها بصراحة الرئيس الفرنسي ماكرون وتتخذ القيادات الاوروبية التدابير الشاملة لحماية أراضيها وشعوبها، معتمدين على سياسات دفاعية للنجاة من حرب يتوقع أن تُغير شكل القارة وتفاصيل العالم أجمع، وتتجهز الدول لامتداد الحرب الروسية الأوكرانية التي تنهش في الاقتصاد الأوروبي دون توقف، ويزداد الخوف من احتلال الصين لدولة تايوان إذ على حلف الناتو التحرك حينها وهو ما سيفقد الدول جزء من قدراتها الدفاعية في حال تزايد الأطماع الروسية لتجاوز أوكرانيا صوب دول أخرى.
وشكلت قمة كوبنهاغن مرحلة أساسية للتحول الأوروبي لوضع إستراتيجية دفاعية تكون قادرة على حماية القارة، لكن هذه الخطة وغيرها تصطدم برغبات مجموعة من الديكتاتوريين والقتلة الذين يقودون عدد من دول العالم، وتكمن خطورة هؤلاء في صعوبة معرفة خطواتهم القادمة كونها ستكون انفعالية وليست مدروسة، وهذا أمر يزيد من مخاوف البشرية بل يهدد وجودها على الكرة الأرضية، وكانت فرنسا أول من تنبهت لخطورة ما ينتظر العالم بزيادة جهوزيتها وإعلان رئيس الأركان العامة الفرنسي في كلمته للشعب بأن عليهم الاستعداد “لفقدان الأبناء”، وهي الكلمات التي حاول ماكرون تعديل معناها لطمأنة الشعب الفرنسي.
وفي القرن الأخير لم تخلوا قارة من حروب إبادة أو طويلة الأمد وهو ما يعني استمرار تدفق الأسلحة، وهذا يشير إلى أن المستفيد الأول من الحروب التي لا تنتهي هي شركات الأسلحة المملوكة لمجموعات من الارهابيين وظيفتهم إشعال الحروب وإطالة أمدها وعليهم صناعتها إن لم تكن موجودة، لتطول حروب الكيان الصهيوني في غزة ولبنان وتمتد لايران والعراق وسوريا في اسيا، إضافة لمواجهات الهند والباكستان والحرب في افغانستان ، وفي افريقيا تتأجج حرب السودان بعد أن توقفت مواجهاتها مع إثيوبيا وتراجعت حدة الصراع في الكونغو، واكتفت القارة الأوروبية بحرب روسيا وأوكرانيا، وفي الأمريكيتين تبحث الولايات المتحدة عن حرب مع فنزويلا وتحشد أسطولها بغية اجتياحها لمكافحة تهريب المخدات التي أغرقت الشوارع الأمريكية وصولاً للسيطرة على نفطها كما فعلت بالعراق.
ويتخوف الكثيرون من ان تكون هذه الاسباب التي يقدمها القادة الاوروبيون وفي العالم بالاستعداد لحرب ذات كثافة عالية بحلول مارس 2026 ، ومنها تصريح وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، إننا “ننتقل من عالم ما بعد الحرب إلى عالم ما قبل الحرب”، أن تكون هذه الاستعدادات مجرد وسيلة للضغط على الشعوب للبحث عن الأمان على حساب التنازل عن حقوقهم في الحرية والكرامة، وزيادة أعداد الديكتاتوريين وسيطرة الحكم الفردي على غرار روسيا وكوريا الشمالية وبيلاروسيا ومينمار، فيما يتصدر قائمة القتلة وصناع الموت بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت وبوتن صُناع الحروب ويبحثون عن شركاء لفرض السيطرة.

آخر الكلام:
ما بين الديكتاتوريين والقتلة أصبحت الشعوب في حيرة، فإما أن تتصدى لهم بكل قوة وصلابة او تتحول من شعوب حرة إلى قطعان من العبيد يحكمها القادة بالحديد والنار، ويسيرهم أدوات القادة من قنوات إعلامية وإعلاميين ورجال دين، فتصبح البشرية مجرد عبيد لا يملكون من أمرهم شيء وحينها تنتهي الحكاية بقتال الأسياد وفناء العبيد.

شاهد أيضاً

تكريم عربي للمهندس هيثم حسين بجامعة الدول العربية تقديراً لجهوده

شهد مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة يومًا مشرفًا في مسيرة العمل التنموي، حيث تم تكريم …