الوسيط مجلة إخبارية يومية
حُسمت هوية المدرب الجديد للنجم الرياضي الساحلي في انتظار التفعيل الرسمي للاتفاق، حيث تقرّر تعيين محمد المكشّر على رأس الإطار الفني للفريق، في خطوة تُعدّ عودة قوية لاسم يعرف البيت جيّداً ويملك رصيداً مهمّاً من الانضباط والعمل التكتيكي. كما عُرض على محمد علي نفخة مواصلة مهامه كمدرب مساعد، في محاولة من الإدارة لضمان قدر من الاستمرارية الفنية والإستفادة من التجربة المتراكمة.
هذا القرار يأتي في وقت تعيش فيه جماهير النجم الساحلي على وقع تساؤلات كثيرة حول الخيارات التي اتُّخذت خلال الموسم الماضي، وخاصة ما يتعلق بالانتدابات المكثفة والتغييرات المتتالية في الإطار الفني. فالكثيرون يرون أن المحافظة على أغلب ركائز الفريق – كما كان الحال الموسم الفارط – كانت ستمنح النادي استقراراً أكبر، خاصة لو اكتفت الإدارة بانتدابين أو ثلاثة فقط بدل الاتجاه إلى سياسة الـ14 انتداب التي أنهكت الميزانية دون مردود يوازي حجم الاستثمار.
من الناحية الفنية، يشير عدد من المتابعين إلى أنّ التخلي عن بعض الأسماء الهامة وعلى رأسها المهاجم شواط مع دعوة صبري حسن حرم الفريق من مداخيل مالية ضخمة قاربت 3.5 مليارات من منح المشاركة في كأس العالم، إضافة إلى ما كان يمكن تحقيقه من مكاسب في كأس الكونفدرالية في حال واصل الفريق المشوار. هذه الموارد كانت ستمنح النادي نفساً مالياً إضافياً يخفّف الضغط على لجنة فضّ النزاعات، ويساهم في تحسين عقود اللاعبين ودعم الاستقرار داخل المجموعة.
كما أن النتائج الإيجابية عادةً ما تُسهّل عملية جمع الموارد، سواء من خلال مداخيل الجماهير، أو الاشتراكات، أو حتى تحسين الإيرادات يوم المباريات. وهذا ما افتقده النجم الساحلي خلال الفترة الماضية، ممّا أثّر مباشرة على الأجواء داخل الفريق وعلى مردود اللاعبين وحتى على قدرة الإطار الفني على تطوير بعض المواهب.
اليوم، ومع عودة محمد المكشّر، يبدو أن الإدارة قررت إعادة ضبط البوصلة والعودة إلى الخيارات الأكثر واقعية، المبنية على الاستمرارية لا على التغيير المتسرّع. ورغم أن الطريق ما يزال مليئاً بالتحديات، فإن الجماهير تنتظر رؤية فريق أكثر توازناً واستقراراً، قادر على استعادة هيبته محلياً وإفريقياً.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستستفيد إدارة النجم الساحلي من دروس الموسم الماضي وتعود إلى التخطيط العقلاني بعيداً عن القرارات الانفعالية؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة، لكن المؤكد أنّ خطوة تعيين المكشّر قد تكون بداية مسار جديد يُعيد للنجم بريقه
وليد حشيشة
