منذ اللحظة الأولى التي وطئتُ فيها صالة مدينة خليفة الرياضية، شعرت أنني أمام حدث استثنائي بكل معنى الكلمة، أضواء تتراقص، أصوات الجماهير تهدر، نبض القلوب يتسارع، وكأنّ المنامة بأكملها تنبض بالحماس والفخر وهي تتلألأ بأضواء BRAVE 100.
لأوّل مرة أحضر بطولة من هذا النوع، ولم أتوقّع أن أعيش كل هذه المشاعر دفعة واحدة دهشة، حماس، انبهار واعتزاز، كان التنظيم في قمّة الروعة، والإخراج البصري يضاهي كبرى الفعاليات العالمية، كل تفصيل كان محسوباً بدقة، من لحظة دخول المقاتلين إلى الحلبة حتى أصغر تفصيلة في الإضاءة والموسيقى، في مشهدٍ يُجسّد الحرفية والاحتراف التي عُرفت بها منظمة بريف واعتدناها من مملكة البحرين في كل استحقاق دولي.
المنازلات كانت نارية، والمواهب العالمية ألهبت الأجواء، لكن ما شدّني أكثر هو الحضور الجماهيري الكبير الذي ملأ الصالة بحماسٍ عارم، كانت الجماهير البحرينية والعربية تنبض بالعاطفة، تشجّع وتصفّق وتعيش كل لحظة وكأنها جزء من الحدث نفسه.
وكم كان رائعاً أن أشهد بنفسي تألق الأبطال، محمد موكاييف الذي أثبت مجدداً أنّه نجم عالمي لا يُقهر، وحمزة الكوهجي الذي قاتل بشجاعةٍ تليق بأبطال البحرين، فكان مثالاً للفخر والإصرار رغم النتيجة، أما بوريسلاف نيكوليتش، فقد قدّم أداءً بطولياً استحق به اللقب في مواجهة ستظلّ حديث الجماهير طويلاً.
إنّ ما قدّمته BRAVE في نسختها المئوية ليس مجرد بطولة، بل احتفال عالمي برياضة الفنون القتالية، ورسالة فخر من البحرين إلى العالم بأنّ هذه الأرض قادرة على استضافة وتنظيم أعظم البطولات بأعلى مستويات الاحتراف.
أبارك من قلبي هذا النجاح الكبير، وأقولها بكل صدق: لم تكن ليلة عادية.. كانت ليلة الفخر، ليلة البحرين، وليلة BRAVE التي كتبت التاريخ بحروفٍ من ذهب.
صفوان الهندي
الوسيط مجلة إخبارية يومية