الوسيط مجلة إخبارية يومية
:يشهد النجم الرياضي الساحلي مرحلة دقيقة تتقاطع فيها أزماته الفنية والإدارية مع تصاعد التساؤلات حول الانضباط داخل الفريق. آخر الأحداث كان غياب المدافع حسام دقدوق عن آخر حصة تدريبية قبل التربص التحضيري لمواجهة الترجي، في خطوة فُسّرت على نطاق واسع كنوع من “التمرد” أو “الاستهتار” بالانضباط الجماعي. مصادر مطّلعة أشارت أنّ اللاعب لم يكن يعاني من أي إصابة أو عقوبة، وأن الإدارة تفكّر في فسخ عقده بسبب قلة الانضباط، إلى جانب ماهر الصغير ومالك بعيو لمردودهما المتواصل الضعيف.
على الميدان، رغم بعض الومضات الإيجابية أمام الترجي، يبقى الفريق بلا هوية واضحة في وسط الميدان، فيما تتفاقم أزمة الظهير الأيسر موسمًا بعد موسم. من الجيلالي إلى الرداوي ثم العوافي، مرورًا بـ بن علي ودقدوق والفرجاني، لم يقدم أي لاعب تغطية دفاعية متكاملة أو أداء هجومي متوازن، حتى النوالي الذي يقدم مردودًا أفضل قليلًا لا يمثل حلاً نهائيًا.
وسط هذا الارتباك الدفاعي، اجتهد اللورتاني، بينما تاه فادي بن شوق بين صناعة اللعب واسترجاع الكرات، وارتكب صلاح غدامسي خطأ فادحًا في التمركز كان وراء هدف الترجي الأول، ما كشف ضعف الانسجام الدفاعي وقلة التركيز في اللحظات الحاسمة.
وفي سياق النجوم الواعدين، يبرز ألفونس أوميجا، الدولي الكيني وقلب دفاع النجم الساحلي (22 عامًا)، كأحد اللاعبين الذين يجذبون أنظار أوروبا، إذ أفادت مصادر أنّ أحد الأندية الفرنسية يتابع اللاعب استعدادًا لميركاتو الشتاء. قوته البدنية، سرعته، تدخلاته النظيفة وثباته في الثنائيات تجعل منه لاعبًا استثنائيًا، إلى جانب نسيم هنيد الذي يشكّل معه ثنائيًا دفاعيًا متوازنًا.
وعلى صعيد الشباب المحلي، تضم قائمة المنتخب التونسي أقل من 23 سنة كل من ريّان عنان، سليم الخضراوي، وريّان الأندلسي، ما يعكس قدرة النجم على إعداد جيل واعد يمكن البناء عليه مستقبليًا.
خلف هذه التحديات، تتصاعد خلافات داخل الإدارة. بينما يتمسّك رئيس الجمعية بخيار التعاقد مع محمد الساحلي، يرى صابر بن فرج وعدد من قدماء النجم أنّ الحل الواقعي هو منح الثقة لـ محمد علي نفخة، الذي نجح رغم الظروف الصعبة في إعادة الانضباط إلى حجرات الملابس وبث روح جديدة في الفريق.
السؤال المالي يفرض ثقله: هل يستطيع النجم تحمّل كلفة مدرب جديد تتراوح جرايته بين 30 و40 ألف دينار شهريًا، دون احتساب الإطار الفني والمصاريف الإضافية، في ظل وضع مالي هشّ؟
الشارع الرياضي في سوسة منقسم بين من يدعو إلى الاستقرار ومن يرى أنّ التغيير قد يُحدث “صدمة إيجابية”. لكن الأغلبية تتفق على حقيقة واحدة:
“النجم اليوم يحتاج إلى الاستمرارية أكثر من المغامرة، والانضباط يجب أن يكون قاعدة لا استثناء.”
عودة محمد أمين بن عمر أعادت الروح إلى الميدان، لكن استعادة روح النجم الحقيقي تمر أولًا عبر قرارات حازمة داخل الإدارة، معالجة أزمات وسط الميدان والظهير الأيسر، واستحفاظ الفريق على نجومه الواعدين مثل ألفونس أوميجا ونسيم هنيد، مع تعزيز الانضباط الفردي والجماعي لضمان استقرار الفريق ونجاحه على المدى الطويل.
وليد حشيشة
