الرئيسية / ابداعات / من أحق بنوبل .. القاتل..القوي في الحق أو مانح الحياة..؟!!.. بقلم: صالح الراشد

من أحق بنوبل .. القاتل..القوي في الحق أو مانح الحياة..؟!!.. بقلم: صالح الراشد

يداعب حلم جائزة نوبل للسلام مخيلة رئيس الولايات المتحدة ترامب، ويأمل أن ينضم لمن سبقوه من دعاة السلام الأحمر المغموس بالدم، فقد سبقه بهذا التكريم رالف بنش مدير شعبة الوصاية في الأمم المتحدة القائم بأعمال الوسيط في فلسطين وأضاعها وسلمها للصهاينة، وهنري كيسنجر السياسي الأمريكي الصهيوني ومناحيم بيجن قائد مذبحة دير ياسين، وإيلي فيزيل رئيس لجنة تحقيق الهولوكوست المزعوم، وإسحاق شامير احد كبار قادة مذبحة دير ياسين، وشمعون بيريز قائد مجزرة قانا حيث قتل الأطفال والنساء، كما ظفر بها من رؤساء الولايات المتحدة روزفلت وودرو ويلسون وجيمي كارتر وباراك أوباما صانع الخريف الدموي العربي القاتل مقدماً خدمات جليلة للكيان الصهيوني بتحطيم العديد من الدول العربية.
هذه هي الجائزة التي حصل عليها أعداد كبيرة من القتلة ويبذل ترامب جهوداً جبارة لنيلها، لعل الجائزة تكون بمثابة صك غفران على جرائمة وعبثه في العالم مرتين من دورته الاولى المعروفة بدورة كورونا والثانية دورة تدمير الاقتصاد العالمي وقتل كل من يغضب منه الكيان، وبلغ الانتقاص من قيمة الجائزة ان الذي رشح ترامب لنيلها هو المجرم المدان في المحكمة الجنائية الدولية رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، إضافة لجوقة من المهللين من الباكستان وليبيريا والسنغال وموريتانيا وغينيا بيساو والغابون، نعم .. هذه هي الدول التي طالبت بترشيح ترامب لنيل الجائزة .
في المقابل يدعوا أصحاب الفكر الراشد والعقلاء لمنح جائزة نوبل لأبطال السلام الحقيقيين الذين كان لهم دور في إنقاذ أو محاولة إنقاذ البشرية، فطالبوا بمنح جائزة نوبل للسلام لفرانشيسكا ألبانيز المقررة الخاصة للأمم المتحدة بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، والتي طالبت بمحاكمة جميع الشركات الداعمة للإبادة الجماعية في غزة، وصمدت حين تعرضت لهجوم كبير من وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ماركو روبيو حين غرد على موقع إكس حينها، “اليوم أفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الإنسان فرانشيسكا ألبانيزي، لجهودها غير الشرعية والمخزية لحث المحكمة الجنائية الدولية على التحرك ضد مسؤولين وشركات ومديرين تنفيذيين أميركيين وإسرائيليين، ولا تسامح بعد الآن مع حملة ألبانيزي من حرب سياسية واقتصادية على الولايات المتحدة وإسرائيل”.
ليأتي الرد من ألبانيزي بهدوء وهي تدرك ان إرهاب واشنطن يطاردها لحجب الحقيقة، لتغرد “لا تعليق على أساليب الترهيب المافاوية أنا منشغلة بتذكير الدول الأعضاء بإلتزاماتها بوقف ومعاقبة الابادة الجماعية ومن يستفيد منها”، مما يثبت صلابتها وبُعد رؤيتها وعدم تفرغها للاستعراض الإعلامي الذي يبدع فيه ترامب بامتياز بفضل جيش من المخرجين والإعلاميين لجعله يرتدي ثوب الطُهر الذي سرعان ما يتدنس، ويجب أن ينحصر التنافس في هذه المرحلة بين ألبانيزي وأطباء غزة الذين واجهوا الموت على مدار الساعة وكان همهم إنقاذ الجرحى من موت محقق، ولم يسقطوا من الوهن والعمل المستمر على مدار الساعة فكانوا رجال حق يحملون شعلة الحياة لأجل منح الحياة التي سعى ترامب لخطفها.
وهنا تظهر المسافات البعيدة بين الحلم والكابوس والواقع، فنيل ترامب جائزة نوبل كابوس سيطارد الشعوب ويجعلهم واثقين أنها جائزة مخصصة للقتلة الساعين لإلحاق أكبر ضرر بالأمن والسلم في العالم، ومنحها ألبانيزي يحولها لجائزة القوة بالحق وهو ما سيدفع العديد من الشخصيات والدول لتعلن بكل قوة وجرأة عن مواقفهم، وإن نالها أطباء غزة فإنها تصبح جائزة الحياة، وستشجع العديد من المنظمات العالمية على زيادة مساهمتها في إنقاذ البشر من مخاطر الحروب وجرائم القتلة السياسيين والعسكريين، فمن يحصل على جائزة مخترع الديناميت..؟!!
آخر الكلام:
تنص وصية ألفرد نوبل على أن الجائزة يجب أن تذهب لمن “قدم أكبر جهد لتعزيز الترابط بين الأمم”، وهذا الشرط لا ينطبق على ترامب الذي انسحب وبلاده في عهده من اتفاق باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، وأشعل حربًا تجارية على حلفائه القدامى وجميع جيرانه.

شاهد أيضاً

«أحمد حلاوة وأحمد رأفت بهجت» على المائدة الثالثة لمهرجان العرائس

ادار فنان العرائس والمخرج هشام علي، المائدة المستديرة الثالثة المقامة ضمن فعاليات الدورة الأولى من …