الوسيط مجلة إخبارية يومية
مع اقتراب بداية العام دراسي، يواجه الأهل تحدّي تحضير “Lunch Box” صحي يمدّ أبناءهم بالطاقة والتركيز، بعيداً عن الروتين والخيارات السريعة والمضرّة.
ولأن العائلة تحتاج دائماً الى توجيه عملي قريب من واقعها، كان لنا هذا الحوار مع اخصائية التغذية فانيسا يعقوب، التي أثبتت تميّزها بخبرتها وأسلوبها العملي المبسّط، لتزوّدنا بأبرز الإرشادات التي تساعد الأهل على تحضير صناديق طعام صحية وجذّابة لأطفالهم، بعيدًا عن التكلّف والضغط، وبما يضمن توازناً غذائياً يُرافق أولادهم طوال يومهم الدراسي.
- مع اقتراب بداية العام الدراسي، ما أبرز العناصر الغذائية الأساسية التي يجب أن يتضمنها الـ “Lunch Box” اليومي للطفل؟
ينبغي أن يكون ال “Lunch Box” متوازنًا وصحيًا، ويحتوي على أربعة أقسام أساسية:
أولاً، السندويش المصنوع من نوع الخبز الذي يفضّله الطفل، ويفضَّل اختيار خبز القمح الكامل أو ال ” Baguette Multi-Cereal” وهي كاملة الحبوب وتحتوي على الألياف. ثانياً، البروتينات مثل اللبنة، الأجبان، أو البيض.ثالثاً، الخضار مثل البندورة الكرزية، الخيار، الجزر..ورابعاً، الفواكه التي يختارها الطفل.
كما يمكن إضافة حلوى بسيطة يفضّلها الطفل، لكن بكميات معتدلة ومتوازنة. - كثير من الأهل يلجأون إلى المأكولات السريعة والجاهزة لسهولة التحضير، فما مخاطر هذا الخيار على صحة الطفل وتركيزه في الصف؟
إن اللجوء إلى المأكولات الجاهزة يشكّل خطرًا كبيرًا، إذ تحتوي هذه الأطعمة على كميات عالية من الدهون غير الصحية التي تؤدي إلى السمنة وأمراض عدة منذ الطفولة، كما أنها تحتوي على كميّات كبيرة من السكريّات التي تؤدي إلى ارتفاع سريع في مستوى السكر في الدم يعقبه هبوط حاد، ما يسبّب شعوراً بالتعب، قلّة التركيز، وضعف الطاقة خلال الدوام المدرسي. كما أنّ هذه الأطعمة تفتقر إلى البروتينات، الفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو الطفل. - مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي و”ترند” الـ Lunch Box الملوّنة والمزيّنة، هل تؤثر طريقة عرضها وتنسيقها على رغبة الطفل في تناول طعامه الصحي؟
بالتأكيد، الشكل المرتب والجذاب يشجّع الطفل على تناول طعامه، لكن من المهم أن لا يتحوّل الأمر إلى ضغط مبالغ فيه على الأهل ووقت مهدور. نصيحتي للأهل هي أن يقدَّموا ال “Lunch Box” بطريقة مرتبة وجذابة، دون الانشغال المفرط بتقليد “الترندات”، بل التركيز على جودة المحتوى الغذائي. - كيف يمكن تحضير Lunch Box صحي بطرق بسيطة وسريعة تناسب الأهل العاملين وضيق وقتهم؟
يكمن الحل في التحضير المسبق. يمكن للأهل أن يخططوا لمحتوى ال “Lunch Box” خلال عطلة نهاية الأسبوع: شراء أنواع الخبز والأجبان المناسبة، غسل الخضار والفواكه وتخزينها في البراد، وتحضير بعض الوجبات الخفيفة مسبقًا. بهذه الطريقة، يصبح تجهيز الـ Lunch Box سريعًا وسهلاً يوميًا دون استنزاف الوقت. - كيف يمكن للأهل أن يحققوا توازناً بين الطعام الصحي والرغبة الطبيعية لدى الطفل بتناول الوجبات اللذيذة أو الحلويات؟
المفتاح هو الاعتدال والتوازن. من المهم ألّا نزرع في ذهن الطفل فكرة أنّ هناك “طعاماً جيداً” وآخر “سيئًا”، بل أن نُعوّده على تناول الأطعمة المغذية معظم الوقت، مع السماح له بتناول الحلويات بكمّيات صغيرة وفي أوقات مناسبة. هكذا يتعلّم أنّ التوازن هو الأساس في نمط الحياة الصحي. - ما النصائح العملية التي تساعد الأهل على جعل أطفالهم يقبلون على تناول طعام صحي داخل المدرسة من دون شعور بالملل؟
إن إشراك الطفل في اختيار وتجهيز ال “Lunch Box” يجعل الأمر أكثر متعة ويزيد من حماسه لتناوله. يمكن مثلًا أن يختار نوع الخبز أو الجبنة التي يفضّلها، أو نوع الفاكهة والخضار الذي يحبّ أن يأخذها معه الى المدرسة. عندما يشعر الطفل أنّه شارك في تحضير طعامه الى المدرسة، يتحمّس أكثر لتناوله في اليوم التالي. - ما الدور الذي يلعبه التوازن الغذائي لدى الكبار في ترسيخ أسلوب حياة صحي عند الأبناء على المدى الطويل؟
الأهل هم القدوة الأولى لأطفالهم، وسلوكهم الغذائي ينعكس مباشرة على أبنائهم. عندما يلتزم الأهل بأنماط غذائية صحية وعادات متوازنة، يتعوّد الطفل على هذا النمط منذ صغره، ما يرسّخ لديه مفهوم الحياة الصحية على المدى الطويل.
يمكنكم متابعة آخر نصائح خبيرة التغذية فانيسا يعقوب عبر حساباتها على انستغرام وفايسبوك: “vanessa_yaacoub”.
