الرئيسية / سياسة / ترامب.. لا يستحق نوبل ولا الجنة

ترامب.. لا يستحق نوبل ولا الجنة

صالح الراشد
يصر الرئيس الأمريكي ترامب على أنه يبحث عن آلية لدخول الجنة، وقد يقولها بسخرية على أمل أن تفتح له أبواب جائزة نوبل للسلام، وهي الجائزة التي يعتقد أنها ستعالج ما يعشعش في نفسه لطمئنتها بأنه ناج في النهاية، فهو لا يعتبر أن دعمه المطلق للإبادة الجماعية التي يقوم به الكيان الصهيوني في غزة ستدخله الجحيم، ولا يحسب حساب للأرواح التي أزهقت كونها ليست بيضاء كلون الشعب الأوكراني الذي سيدخله الجنة إن قام بحمايته، وهذا هو فكر “كاليجولا” المريض الذي يميز بين الشعب على أساس العرق واللون ولا يجمعهم إلا العبودية المطلقة التي يريدها، واستغلالهم لأبعد مدى وفرض الهيمنة على أوكرانيا لسرقة معادنها النادرة، وعلى غزة التي يريد تحويلها لمنتجع خاص به.
فالسلام الذي يريده ترامب بين أوكرانيا وروسيا لن يمنحه السلام الداخلي ولا جائزة نوبل للسلام التي يحلم بها صباح مساء، ولأجلها إدعى كذباً بأنه أنهي الصراع الهندي الباكستاني، ولأجلها يعمل على إيجاد سلام قائم على سرقة الحقوق الأوكرانية ومنح جزء منها لروسيا وقيام واشنطن بسرقة الباقي، وفي ظل وجود جين قاتل يسير في دمه فإنه سيكون بعيداً عن منح السلام الذي لا يعرفه إلا إذا كان في مصلحته، فالسلام حسب المقياس الإنساني يكون لجميع الشعوب والدول وفي مقدمتها فلسطين التي تعاني منذ سنوات من إجرام القرار الأمريكي االداعم لسنوات طوال لمنظومة القتل الصهيونية.
والغريب ان ترامب يحمل حس إنساني بالجبر، كون القوانين الأمريكية تجبره على أن يكون رؤوف بالحيوانات وحماية طائر البوم، حتى ان المواطن الأمريكي لا يستطيع بناء بيته على أرضه إذا سكنها البوم، بل ويُمنع من الاقتراب منها أو الإساءة لها، بل لا يجوز نقلها من المكان الذي اتخذته بيتاً لها إلا بعد سلسلة من الإجراءات الطويلة، ومراجعة العديد من مؤسسات الدولة للموافقة على نقلها، وحتى يتحقق هذا الأمر يجب على صاحب الملكية الجديدة أن يدفع ما يعادل خمسة الآف دينار أردني مقابل نقل كل طائر من البوم في أرضه، والويل والثبور وعظائم الشرور ان اقترب أحد منها أو حاول اقتلاعها من أرضها وطردها عن العصى التي تجلس عليها، فهناك في بلاد العم “سام” قوانين صارمة وضعت لحماية الحيوانات منّ الإنقراض، ولا يوجد قانون لحماية الشعوب من الدمار والانقراض كونها قرضت الهنود الحمر من بلدهم.
وفي الوقت الذي لا يستطيع الشريك في إبادة غزة الباحث عن جوائز السلام على نقل بومة واحدة، فإنه يطالب ويدعم نقل أهل غزة من أرضهم، وهذا يعني ان الشعب في غزة حسب رؤية ترامب لا يصل لمرتبة البومة، وهذا أمر سيبعد حلم ترامب في الوصول لحواف الجنة بل سيقع في الجحيم وعليه منذ الآن الاعتياد على نهايته التي ستكون صعبة في الدنيا في ظل القضايا الكارثية التي تطارده إلى فضائح التهرب الضريبي، وصولاً إلى إدانته جنائياً بسبب إخفائه أموال دفعها لممثلة،وفي الاخرة سيرافق قوم فرعون كونه فرعون هذا العصر وسيدخل الجحيم وينال أشد العذاب، وهذه مجموعة الكوارث التي تسبب بها الرجل توجب شطب اسمه من المرشحين لجائزة نوبل للسلام.
آخر الكلام:
تحول مسيلمة الكذاب إلى تليمذ في مدرسة ترامب في الغش والخداع وطلب المستحيل، وادعى كل منهما دخول الجنة أحدهما بإدعاء النبوة والآخر بادعاء الإنسانية، وطريقهما واحد ومعروف ففي الجحيم متسع للجميع.

شاهد أيضاً

الجمعية الوطنية لسلك المعتمدين تتوجه بنداء لسلطة الاشراف

أصدرت الجمعية الوطنية لسلك المعتمدين بلاغا بمناسبة الذكرى 69 لانبعاث سلك المعتمدين الذي أحدث بمقتضى …