الرئيسية / فن / “من نيو أورلينز إلى قرطاج: رحلة الأميرة والضفدع الساحرة”

“من نيو أورلينز إلى قرطاج: رحلة الأميرة والضفدع الساحرة”

لا تكتفي برمجة مهرجان قرطاج الدولي بالعروض الفنية الكبرى الموسيقية منها والغنائية والمسرحية، إنما حاولت تلبية جل الأذواق فخصصت عروضا للأطفال على غرار عرض “على الطريق المسحور” لشنتال غويا والشريط السينمائي العالمي “الأميرة والضفدع” من إخراج جون موسكر ورون كليمنتس وذلك في سهرة 19 أوت 2025.
ويندرج هذا العرض في إطار الدور الاجتماعي لمهرجان قرطاج الدولي الذي يهدف إلى تقريب السينما للأطفال من متساكني الأحياء والمناطق التي لا تتوفر لهم فرص النفاذ إلى قاعات السينما والسعي إلى التثقيف السمعي البصري وخلق لحظات من المتعة العائلية.
وإن كان الفيلم ينتمي إلى عالم ديزني الطفولي فإن الإقبال عليه لا يرتبط بفئة عمرية معينة اذ يتابعه الكبار والصغار لما يحمله من معاني إنسانية ولما في طيات أحداثه من قيم ومبادئ أساسية لبناء شخصية الطفل وشحذ همة الشباب نحو الخير والجمال ومغازلة حنين الكهول والشيوخ.
في هذا السياق، تحولت مدارج المسرح الأثري بقرطاج إلى فسيفساء عمرية التقى فيها أكثر من جيل عند بوابة عالم ديزني حيث يتماهى الخيال والسوريالية وتتناثر الدروس والعبر.
وعند البوابات المؤدية إلى المسرح الأثري، بدت كل التفاصيل مختلفة حيث تعالت ضحكات الأطفال لتعانق الأثير وتواترت صور الأبناء وهم يتشبثون بأيادي أمهاتهن وأبائهن أو يتسابقون ويتلاحقون قبالة الركح.
وبحضور الأطفال تتخذ الفرجة بعدا آخر تمتزج فبها العفوية بالحماسة فلا تنضبط حركات الأطفال وقهقهاتهم وتعليقاتهم وبكائهم الحقيقي إذ يتفاعلون حينيا مع مختلف المشاهد المفعمة بالمواقف الكوميدية والتراجيدية.

الفيلم يروي قصة الأمير “نافين” الذي يستميت في محاولات العودة إلى شكله الأول بعد أن حوله ساحر إلى ضفدع ليتقاطع قدره مع قدر “تيانا” التي أقنعها بأن تقبله ظنا منه أنها أميرة يمكن أن تنزع عنه اللعنة ولكن وقع العكس.
وبعد أن غدت “تيانا” ضفدعة تتواتر مغامرات الثنائي في سعيهما لمعانقة البشرية من جديد واسترسلت أصوات أنيكا نوني روز وبرونو كامبوس وكيث ديفد وجنيفر كودي في الحكي الممتع.
ويمزج الفيلم بين صور أخاذة تراود الخيال وموسيقى تصويرية لراندي نيومان مفعمة بالحماسة وتعكس الثقافة الغنية لنيو أورلينز من ولاية لويزيانا الأمريكية التي تدور فيها أحداث الفيلم.
ويحمل الفيلم في تفاصيله رسائل كثيرة عن ضرورة السعي والاستقلالية ورفض الواقع ومحاولة تغييره إلى جانب كونه الفيلم الأول الذي يقدم أميرة سمراء لديزني حينما صدر عام 2009.

شاهد أيضاً

آدم يسحر قرطاج: ليلة طربية في الدورة 59

في سهرة استثنائية أضاءت سماء مهرجان قرطاج الدولي في دورته التاسعة والخمسين يوم 18 أوت …