تستعد المملكة العربية السعودية لاستضافة المؤتمر العالمي لإنترنت الأشياء 2025 (GIoTC 2025) في الرياض خلال الفترة من 21 إلى 23 أكتوبر، في حدث عالمي بارز يبرز دور تقنيات إنترنت الأشياء كأحد أهم ممكنات الثورة الصناعية الرابعة. ويأتي هذا المؤتمر في إطار مساعي المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030، عبر دعم التحول الرقمي، تعزيز الكفاءة التشغيلية، تحسين جودة الحياة، وتقليل التكاليف من خلال استخدام شبكات ذكية لمراقبة الموارد والتحكم بها عن بعد، والحصول على بيانات دقيقة تتيح اتخاذ قرارات مستندة إلى المعلومات.
ويُعد المؤتمر منصة لتجمع شركات محلية وعالمية رائدة، إضافة إلى ممثلين من أكثر من 60 دولة، بهدف عرض الابتكارات وتبادل الخبرات، وتعزيز الاستثمار في تقنيات إنترنت الأشياء. ويعمل القطاع على تطوير أطر عمل متكاملة تشمل متطلبات الترخيص وتخصيص الطيف الترددي لتطبيقات إنترنت الأشياء، بما يدعم القطاعات الحيوية مثل الصحة والطاقة والنقل والصناعة.
وتعد المملكة أكبر سوق لإنترنت الأشياء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بقيمة تقديرية تبلغ 25.8 مليار ريال سعودي في عام 2025، مع معدل نمو سنوي يتراوح بين 12 و18%. كما يُتوقع أن يصل حجم السوق الإقليمي إلى 90 مليار ريال سعودي بحلول 2026، بينما تتجاوز الاستثمارات العالمية في هذا المجال 4.5 تريليون ريال سعودي، مما يضع المملكة في موقع مؤثر على المستوى الإقليمي والدولي.
ويشارك في هذا التحول شركات رائدة مثل “IoT Squared”، وهي مشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة ومجموعة stc، التي تقود حلول المدن الذكية والتنقل واللوجستيات. كما تقدم شركات مثل “SPCS” و”IoTech” خدمات رقمية متكاملة وحلول أتمتة صناعية متقدمة، بينما تضمن شركات مثل “Channels by stc” انتشاراً واسعاً لتقنيات إنترنت الأشياء.
وأكد المهندس عبد الله بن سالم البديوي، رئيس مجلس إدارة جمعية إنترنت الأشياء، أن المؤتمر يعكس أهمية تقنيات إنترنت الأشياء في دعم ركائز رؤية 2030 الثلاث: المجتمع الحيوي، الاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح، من خلال تعزيز كفاءة الخدمات، توطين الصناعات التقنية، وتحسين الحوكمة والشفافية.
ويُتوقع أن يصبح إنترنت الأشياء محركًا اقتصاديًا مهمًا، يضيف مليارات الريالات للناتج المحلي الإجمالي، ويوفر وظائف نوعية، ويعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي للابتكار والتقنيات الذكية، فيما يمثل المؤتمر منصة رئيسية لاستعراض هذه التطورات، وجذب الاستثمارات الدولية، ودفع سوق إنترنت الأشياء في المملكة نحو آفاق جديدة.
