أكدت البطلة زينب بكور، نجمة ألعاب القوى السورية وبطلة العرب في المسافات الطويلة، أنّ كل مرحلة في مسيرتها الرياضية حملت لحظة مفصلية، لكنها تعتبر الميدالية الذهبية التي حققتها في بيروت عام 1998 نقطة التحول الحقيقية، وقالت: “حينها شعرت لأول مرة أنني لا أمثل نفسي فقط، بل أرفع علم بلدي بكل فخر ومسؤولية، ذلك الإحساس بالحلم الكبير والواجب الوطني غيّر نظرتي للرياضة، وطريقة تفكيري وتدريبي وتعاطيي معها”.
وحول استمرار أرقامها القياسية في نصف الماراثون وسباقات 10 كم و5 كم رغم مرور سنوات على اعتزالها، قالت:”هذا السؤال يؤلمني، لأنه لا يخص الرياضيين فقط، بل المنظومة كلها، لدينا مواهب حقيقية، لكننا نفتقر إلى الاستمرارية والرعاية المتخصصة والخطط طويلة الأمد، الأرقام لم تصمد لأنها خارقة، بل لأنّ البيئة لم تعد تدعم اللاعبين للوصول لأقصى طاقتهم، علينا مواجهة هذا الواقع بجرأة إذا أردنا التقدم”.
وعن مقومات النجاح للاعبة شابة اليوم، أوضحت: “تحتاج إلى إيمان بنفسها، مدرب يؤمن بها، وبيئة تمنحها الدعم والثقة بدل الإحباط، للأسف، البيئة الحالية لا تزال بحاجة للكثير من الإصلاح، من الدعم النفسي إلى التخطيط والاحترافية، لكن الإرادة تصنع الفارق، وأنا هنا لأقول لكل فتاة: إذا حلمتِ وعملتِ بجد، يمكنكِ النجاح رغم كل التحديات”.
وعن دورها المستقبلي في الرياضة، أكدت:”بالتأكيد، الخبرة التي لا تُنقل تموت، أحلم بمشاركة تجربتي مع الجيل الجديد، ليس فقط في التدريب، بل في الذهنية والانضباط والإيمان بالقدرة، سواء كمستشارة أو مدربة أو صوت داعم، أنا جاهزة لأعطي كل ما عندي، لأنّ الاستثمار الحقيقي هو في الجيل القادم”.
وفيما يتعلق بمستقبل ألعاب القوى السورية، قالت:”نحتاج إلى رؤية واضحة وطويلة الأمد، تأهيل الكوادر، تطوير البنية التحتية، والاهتمام بالفئات الصغيرة بخطط علمية، كما نحتاج لإعادة الاعتبار لقيم الرياضة الحقيقية: الشغف، والانتماء، والتحدي، ألعاب القوى لم تمت، لكنها بحاجة لنبض جديد”.
وعن شراكتها مع بطل رمي الرمح فراس المحاميد، أكدت:”شراكتنا كانت مصدر دعم وقوة، الرياضة تملأ حياتنا، والتفاهم كان عميقاً، كنّا ندعم بعضنا دون الحاجة للكلام، والروح الرياضية ساعدتنا في مواجهة التحديات داخل وخارج الميدان، كنّا فريقاً بكل ما تعنيه الكلمة”.
إنجازات زينب بكور
حققت خلال مسيرتها الرياضية 85 ميدالية متنوعة من بطولات عربية ودولية، منها:
الميدالية الذهبية في البطولة العربية للرجال والسيدات في بيروت 1998 في مسابقات 3 كم، 5 كم، 10 كم، 800 م، و1500 م.
الميدالية الذهبية في البطولة العربية للسيدات في دمشق 1999 في مسابقات 5 كم و10 كم.
الميدالية البرونزية في الدورة الرياضية العربية في الأردن 1999 في نصف ماراثون.
الميدالية الفضية والبرونزية في دورة التضامن الإسلامي في إيران 2000.
الميدالية البرونزية في بطولة العالم العسكرية في بيروت 2001.
كما مثلت سورية في أولمبياد أثينا 2004 في سباق 5 كم جري، وتم اختيارها كأفضل رياضية للعام 1998 في البطولة العربية للسيدات ببيروت.
وتحمل زينب بكور الأرقام القياسية السورية في المسافات الطويلة:
3 كم جري (9:56.06) في القاهرة.
5 كم جري (17:03.6) في دمشق.
10 كم جري (36:11.94) في بانكوك.
نصف ماراثون (1:18:3) رقم عربي في الأردن.
زينب بكور ليست مجرد بطلة، بل هي رمز الإصرار والنجاح في وجه كل الصعوبات، وهي عنوان مشرّف لألعاب القوى السورية والعربية، تلهم كل من يحلم بالإنجاز الكبير.
دمشق – صفوان الهندي