عقدت اللجنة التنفيذية لجمعية اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية (الأكنوا) اجتماعًا استثنائيًا يوم 28 يوليو 2025 في مدينة عنابة، على هامش الدورة الأولى للألعاب الإفريقية المدرسية. وخلال هذا الاجتماع، رسمت اللجنة ملامح حوكمة تضامنية موجهة نحو المستقبل، مؤكدة مرة أخرى قدرتها على الجمع بين الرؤية الاستراتيجية، والتضامن المؤسسي، والابتكار، لخدمة تطلعات الرياضة الإفريقية وشبابها.
ترأس الجلسة سعادة مصطفى براف، عضو اللجنة الأولمبية الدولية ورئيس مؤسسة أوليمب أفريكا، بحضور الأعضاء النظاميين وعدد من مسؤولي اللجان المتخصصة التابعة للأكنوا. وقد قامت اللجنة التنفيذية خلال هذا الاجتماع بتقييم تنفيذ خطة العمل الرباعية 2025-2028 واتخذت قرارات هيكلية بشأن الملفات الجارية.
قال السيد مصطفى براف في افتتاح الجلسة:
«مهمتنا هي جعل الرياضة أداة للتحول الاجتماعي، والوحدة الإفريقية، وتحرير الشباب. ومن خلال هذه الألعاب المدرسية، نضع أسس إفريقيا رياضية أكثر عدلاً وطموحاً.»
تقييم إيجابي للألعاب الإفريقية المدرسية
أشادت اللجنة التنفيذية بالتنظيم المثالي للدورة الأولى للألعاب الإفريقية المدرسية في مدن الشرق الجزائري، خاصة عنابة، قسنطينة، سكيكدة وسطيف.
وأعرب الأعضاء بالإجماع عن رضاهم بشأن الاستقبال، والبنية التحتية، والأمن، والأجواء العامة.
وقال أحد المتدخلين بعد زيارته لقرية الألعاب:
«الرياضيون سعداء، والوفود كذلك، وهذا يدل على أن إفريقيا قادرة على تنظيم أحداث كبرى بامتياز.»
ناقشت اللجنة بعض التعديلات اللوجستية، خاصة فيما يتعلق بتوزيع الوفود على عدة مواقع، مما أثر على مشاركتهم في حفل الافتتاح. وأوصت اللجنة بضرورة تجميع الوفود قبل المناسبات الرسمية لتعزيز الطابع الرسمي والوحدة خلال هذه اللحظات.
التحضير للاستحقاقات القادمة
ناقشت اللجنة التنفيذية أيضًا الأحداث القادمة، وعلى رأسها منتدى المساواة بين الجنسين في الرياضة، المقرر عقده يومي 10 و11 نوفمبر 2025 في بوروندي، تحت إشراف السيدة ليديا، رئيسة لجنة المساواة في اللجنة الأولمبية الدولية. وقد عبّر الرئيس براف عن دعمه لهذه المبادرة قائلاً:
«علينا دعم مشاركة النساء بشكل فاعل وإدماج البعد الجندري في جميع سياساتنا الرياضية.»
كما تمت مناقشة منتدى التنمية المستدامة المقرر عقده في تونس يومي 3 و4 أكتوبر 2025، والذي سيركز على حماية البيئة والرياضة الصديقة للبيئة، وذلك ضمن نهج الاستدامة الذي تتبناه الأكنوا.
أما بالنسبة للألعاب الإفريقية للشباب في أنغولا 2025، فقد وضعت اللجنة خطة مفصلة للمراحل التحضيرية المقبلة، مع التركيز على الشمولية ومعايير تأهيل الرياضيين الشباب.
قرارات استراتيجية وديناميكية جديدة
اختتمت اللجنة التنفيذية أعمالها باتخاذ عدة قرارات استراتيجية، من بينها:
الموافقة على برنامج التضامن الأولمبي 2025-2028، الذي يتضمن تعزيز دعم المدربات والإطارات الفنية من النساء.
اعتماد خطة استراتيجية لدعم الرياضة النسوية في إفريقيا، بمساهمة مرتقبة من السيدة فاطمة سامورا، الأمينة العامة السابقة للفيفا، للمساعدة في البحث عن التمويلات اللازمة.
الدعوة إلى تنسيق أوثق مع اللجان المحلية المنظمة، خاصة في إطار ألعاب داكار 2026 ولواندا 2025، لتسهيل وصول الوفود، وتعزيز التواصل بين القرى، وتحسين تنظيم المراسم الرسمية.
المصادقة بالإجماع على تميمة وشعار الألعاب المدرسية، التي قدمتها اللجنة المحلية المنظمة.
حوكمة مبنية على التشاور
وفاءً لنهجه الشامل، دعا الرئيس براف إلى عقد اجتماعات مشتركة بين الأكنوا واللجان الوطنية المعنية استعداداً للفعاليات القادمة، قائلاً:
«يجب أن يكون الجميع على دراية واضحة بالوضع وبالمسؤوليات الملقاة على عاتقه. التشاور هو الضمان الأفضل للنجاح.»
كما أعربت اللجنة عن ترحيبها بالتحالفات الاستراتيجية الدولية الجديدة، وبالصورة المتنامية الإيجابية للأكنوا في الأوساط الأولمبية العالمية.
إفريقيا في حركة موحدة بالرياضة
وفي ختام لقاء عنابة، أعرب الرئيس مصطفى براف عن اعتزازه بقدرة الأكنوا على الاستباق، والتعبئة، والبناء على أساس قيم قوية. وبينما تشكل الألعاب الإفريقية المدرسية الأولى في الجزائر 2025 محطة تاريخية، فإن القرارات التي اتخذتها اللجنة التنفيذية في عنابة ترسم بالفعل ملامح مستقبل رياضي إفريقي أكثر ابتكارًا، وتضامنًا، وفعالية.