الرئيسية / غير مصنف / شياطين يقودون البشرية ويهيمنون على العالم

شياطين يقودون البشرية ويهيمنون على العالم

صالح الراشد
الشياطين أنواع متعددة ولكل منها وظيفته وأخطرهم من نشاهدهم في العصر الحالي من شياطين البشر، الساعين بكل قوة للعبث بعقول المجتمعات لضمان سرعة تحولها لمسوخ تمشي على أقدامها حسب رغبة الشياطين التي تقودهم حيث تُريد، والهدف الأعظم من ذلك فرض المزيد من الهيمنة على الدول واقتصاداتها وثرواتها ومواقفها السياسية، لتحولها إلى دول تابعة لا تملك من أمرها شيء، وتعمل شياطين العصر على صناعة الموت للشعوب والدول بنشر مفاهيم خاطئة عن التقدم والحرية واعتبارها رفض كلي للقيم وخلطها بالفوضى اللفظية لتضيع المجتمعات وهي تبحث عن ذاتها.
ولتحقيق الهدف الكبير بالسيطرة المطلقة كان عليها أن تدمّر عقول الأجيال بخطوات مدروسة نشاهدها في حياتنا اليومية ولا نستطيع مقاومتها إلا بنشر الثقافة الايجابية، وهذا تحد صعب كون شياطين الإنس يملكون القوة المؤثرة على البشر وهو الإعلام بجميع أنواعه، ويعتمد نجاح عملهم ومخططهم على نشر الجهل والتضليل من خلال محاربة طرق التعليم بتحويله إلى أداة تلقين، رغم ان الفيلسوف ابن خلدون طالب بالاعتماد على نظام التفكير في التعليم قبل ستة قرون، وبطرق التعليم الحالية لا يستطيع الطلبة مواجهة موجات تشويه التاريخ والحاضر كون جل فكرهم ينصب على نظريات المؤامرات الخيالية في كل مناحي الحياة، وبالتالي ينجح الشياطين في صناعة شعوب سطحية تعتمد المظهر بدل الجوهر.
ولإنجاح مخططاتهم بصورة أقوى على الشياطين البشرية الاستمرار بالعبث بالفكر البشري من خلال الترويج للثقافات الاستهلاكية والسطحية والترويج للماركات النخبوية على أنها أساس لا تصلح الحياة بدونه، مما يخلق شعور دائم بالنقص لمن لا يمتلكها، كما تم نقل الفكر البشري للتعامل مع الإنسان والعلاقات الإنسانية والاخلاق كسلعة تجارية، وهو ما يكرس لربط القيمة الذاتية للإنسانية بالمال أو الشهرة، كما يتم الاعتماد على نشر المحتوى الفارغ المرتكز على الترفيه والسطحية المبتذلة بكثافة، ليختفي المحتوى الإبداعي القائم على النهج العلمي الأخلاقي.
ويركز شياطين البشرية على زراعة الكراهية بغية تعزيز الانقسامات بين الشعوب لتوفير مساحات واسعة تسمح لهم بالاختباء خلالها، وقد نجحوا بفعالية بزراعة ونشر الصراعات الطائفية والعرقية والقومية و الأيديولوجية وبالذات في الدول العربية، لتتسع المسافات بينها حتى أصبح التسامح والتعايش بينها صعب للغاية، فيما تقبلت التعامل مع عدوها المشترك بكل أريحية ليصبح صاحب الحل والخل الوفي، وبالتالي أبدع الشياطين بتحويل الاختلاف الذي كان يجب أن يكون مصدرًا للتنوع والتطور إلى تهديد يعبث ببقاء الجميع.
ويُكمل الشياطين حصارهم للشعوب بجدران من الأعراف الجديدة تم تصنيعها لمنع أصحاب الرؤى من نشر فكرهم ، ليصبح وجع الصمت مرافقاً للعقلاء رغم الضجيج في عقولهم خوفاً من رد فعل مجتمعات لا تقترب من النضج، لعدم قدراتها على اختيار ما يتناسب مع العقل خوفاً من غضب القلب وأنصار العاطفة، ليشعر الحكماء بالغربة في مجتمعات حاشدة تجدهم في كل مكان كون عقول وقلوب الحكماء خارج إطار مجتمعات تقتات فتات الفكر ولا تؤمن بالرؤى النهضوية، ليجد الفلاسفة ملاذهم الأخير بالوحدة لعدم قدرتهم على مشاركة الشعوب نتاج فكرهم لا سيما أنهم فقدوا متعة التواصل ليعتادوا الحزن كجزء أصيل في حياتهم، ورغم كل ذلك فلن يكتمل العمل الشيطاني في حال ثبات الأسرة، لذا لا بد من تدميرها بتهميش دور الوالدين والمعلمين، والارتقاء بمشاهير بلا مضمون والتشجيع على عدم الانضباط وإضعاف روح المسؤولية.

آخر الكلام:
شياطين البشر هم مجموعة المنظمات الدولية التي تتحكم بالمال والقرار السياسي وتُسيير القوة العسكرية وتسيطر على الموارد الطبيعية، وهمهم صناعة عالم يسير في فلكهم ويأتمر بأمرهم.

شاهد أيضاً

منال أبو العُلا سفيرة E2G FOOD في السعودية: نموذج إنساني في مواجهة الجوع العالمي

في خطوة جديدة تعكس التزامها المستمر بالعمل الإنساني والاجتماعي، أعلنت منظمة E2G FOOD البريطانية عن …