في 23 حزيران من كل عام، يحتفل العالم باليوم الأولمبي، مناسبة تُجسد روح التحدي والوحدة والانتصار عبر الرياضة. وفي هذا اليوم المميز، نرفع القبعة فخرا لمسيرة سورية في الألعاب الأولمبية، التي عبرت عبر 16 دورة أولمبية مشتعلة بالعزيمة، وصنعت خلالها أبطالا تحدوا المستحيل وكتبوا تاريخا يليق بوطنهم على الخريطة الرياضية العالمية. حقفت سورية حضوراً متنامياً وبارزاً في تاريخ مشاركاتها في الألعاب الأولمبية، حيث شاركت في 16 نسخة منذ انطلاقتها الأولى في أولمبياد لندن عام 1948، مروراً بدورة لوس أنجلوس 1984 التي شهدت أول ميدالية أولمبية لسورية، وحتى دورة باريس 2024. تُعتبر الدورات الأولمبية أبرز استحقاق رياضي عالمي لما تحمله من مكانة تاريخية وشهرة واسعة، ولعدد الدول المشاركة الكبير، وشمولها لعدد كبير من الألعاب الرياضية التي تُقام كل أربع سنوات تحت إشراف اللجنة الأولمبية الدولية، التي تُعد عضويتها شرطاً أساسياً لمشاركة الدول في هذه الدورات. انطلقت مشاركة سورية رسمياً في الألعاب الأولمبية عام 1948 بلندن، حين مثلها اللاعب زهير الشربجي والمدرب المصري المهندس محمد إبراهيم كامل (كيلي)، حيث شارك الشربجي في الغطس وحصل على مركز متقدم ضمن المتنافسين. ومنذ ذلك الحين شهدت المشاركات السورية تطوراً ملحوظاً، مع دخول المرأة السورية في أولمبياد ميونيخ 1972 عبر العداءة ملك الناصر. كان أول إنجاز كبير لسورية في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، حين حصد جوزيف عطية الميدالية الفضية في المصارعة الحرة وزن 100 كغ، وواصل الرياضيون السوريون تحقيق الإنجازات على مدار الدورات التالية، حيث أحرزت غادة شعاع أول ذهبية سورية في أولمبياد أتلانتا 1996 في المسابقة السباعية، وسجل الملاكم ناصر الشامي الميدالية البرونزية في أثينا 2004، إضافة إلى الميدالية البرونزية التي حققها الرباع معن أسعد في رفع الأثقال بدورة طوكيو 2021. تميزت المشاركة السورية في الألعاب الأولمبية بتنوع الألعاب المشاركة وعدد الرياضيين، حيث تراوحت البعثات بين أعداد صغيرة وكبيرة، وغطّت منافسات عدة مثل ألعاب القوى، السباحة، المصارعة، الملاكمة، رفع الأثقال، الجودو، الفروسية، الترياتلون وغيرها. في اليوم الأولمبي العالمي، نحتفي بتاريخ سورية الأولمبي المشرف وبعزيمة أبطالها الذين يمثلون الوطن في المحافل الدولية، مؤكدين على أهمية الرياضة كرسالة سلام وتعاون بين شعوب العالم. صفوان الهندي
