تمّ تكريم الممثل التونسي محمد مراد بجائزة أفضل دور رجالي في مهرجان الفيلم العربي بالدار البيضاء، وذلك عن أدائه القوي في فيلم جاد، وهو دراما صادمة من توقيع المخرج جميل نجّار. جائزة مستحقّة لدور نادر في قوّته، يتميّز بالبساطة والصدق والإنسانية العميقة.
دور بملامح إنسانية عارية
في فيلم جاد، يجسّد محمد مراد شخصية محاصَرة داخل نظام صحي مهترئ. دون مبالغة أو تصنّع، يعبّر عن الغضب والعجز والألم بدقة مذهلة.
وقال أحد أعضاء لجنة التحكيم:
“دور صعب، قدّمه بصدق يلامس القلب. محمد مراد بلغ هنا قمة في الأداء.”
جميل نجّار، مخرج يزعج بلطف
الفيلم مستوحى من أحداث واقعية، ويسلّط الضوء على انهيار النظام الصحي في تونس، الغارق في الفساد والإهمال. بأسلوب إخراجي بسيط ودقيق، يلتقط جميل نجّار التوتّر من خلال الصمت، النظرات، والحركات المعلّقة. بعيداً عن المشاهد الاستعراضية، يترك المجال للإنسانية لتتكلّم.
عرض صادم
من أول عرض، أثار فيلم جاد مشاعر قوية. خيّم صمت طويل بعد تتر النهاية، وكأنه تحية صامتة لقوّة الفيلم ولمعاناة من يمثّلهم. الجمهور خرج متأثراً، غير كما دخل.
طاقم تمثيلي رفيع المستوى
إلى جانب محمد مراد:
ياسمين الديماسي، مشرقة ومؤثرة
عبد الكريم بناني، صادق حتى الألم
جميعهم يساهمون في رسم لوحة فنية تمزج بين الحميمي والاجتماعي، حيث تلامس الخيال واقعاً موجعاً.
رسالة إنسانية… ومستقبل دولي
بهذا التتويج الأول والمرموق، يؤكّد محمد مراد مكانته كأحد أبرز الممثلين العرب الملتزمين والحساسين. أما جميل نجّار، فيكرّس نفسه كصوت أساسي في السينما المغاربية.
“جاد” يتجاوز الحدود: بصدقه، قوّته، وثقل موضوعه، يبدو في طريقه لمسيرة ناجحة في المهرجانات العالمية، ولن يكون غريباً عن النقاشات المجتمعية الكبرى.