بقلم/ منال أبو العلا
تسير القافلة والكلاب تعوي..تلك القافلة لا تسير نحو الانفتاح والرقي والتقدم، بل نحو التطور الحضاري للمملكة العظمي، الذي حرك حقد الحاقدين وكشف النقاب عن المنافقين.
فالنفاق صفة بشرية لأناس خيرهم الله فى الأرض، وجعل ميزان العدل حكمًا ، ولكن ماذا عن النية التى تعد أقوي من القنابل الذرية أو الهيدروجينية..نعم أنها النية السؤ داخل قلوب المنافقين، التى يظهرها الله لعباده المخلصين، حتى ينير أبصارهم فى الوقت الذي كان يظنون أن الحب والصدق والاخاء هو نبراس القلوب الخضراء التى ، تكمن فى صدور شعب المملكة الطيب.
فالله عز وجل أختار هذا الشعب ليستقبل نور القرآن من سبع سماوات، والذي حملته اللغة العربية فى حروف من نور ، لتنير ظلمات العالم القديم، ففى الوقت الذي كانت تتصارع الحضارات نحو الامتداد والتوسع مرتكبين أبشع جرائم القتل والإبادة ، انطلقت جيوش المملكة العظيمة لتنقذ شعوب هذا العالم البربري من القهر والضياع وطمس الحضارات، فحرية العبادة كفلها الاسلام للجميع ، كذلك تعزيز حقوق المرأة وإلغاء العبودية وتحقيق المساواة.
لذلك ساد الدين الاسلامي شرقًا وغربًا وارتفعت راية التوحيد، وانتشرت اللغة العربية لينطق بها معظم دول العالم الإسلامي بل وانتشرت مفرداتها ومعانيها داخل شعوب لم يطئها الاسلام قط…نعم أنه الحقد يا سادة الذي دفع شعوب عبده الأبقار والقرود والبشر إلى التطاول على أهل القرآن ،الذين أشاعوا النور والحب والسماحة فى أنحاء المعمورة، فقد انتقلوا من حرب الاضطهاد والعنصرية ضد المسلمين العزل على أراضيهم، إلي استغلال هؤلاء المسلمين كحربة موجهة لطعن المملكة العربية السعودية، مستغلين حالة فردية فى فيلم “بليودي” أساءت لنظام الكفيل، لمأساة بعض العمالة الهندية على أرض المملكة، تماما كما فعلت الولايات الشمالية بالجنوبية أثناء الحرب الأهلية الأمريكية ، ومن بعدها جاء فيلم الجزور “كونتاكينتى” الذي يجسد حالة من العبودية غاية فى الخسة والوحشية، ففي الغرب كانت تلك حملة موجهة ضد عادات وأساليب شعوب الولايات الجنوبية فى سرقة العبيد الاشداء من الغرب الإفريقي، وحملهم عبر السفن الى الولايات الجنوبية فى القارة الشمالية الأمريكية للعمل فى حقول القطن.
ولكن هنا يكمن السؤال ، لماذا الان ظهرت تلك الحالة الفردية والمملكة على مشارف الدخول فى مرحلة الأوج الحضاري، فالقافلة تسير بهمة وفى خطي ثابتة رغم وعاء الكلاب، ولكن هنا بعض قطاع الطرق يريدون إيقاف وتعطيل هذا الركب ليضل الطريق، فمن هو يا تري..أهو صديق منافق..أم عدو مجاهر.
تنص العدالة الإلهية على معاقبة الجاني، فكل يد لما اقترفت رهينة ووجب عليها العقاب، ولا نعمم يا أخى بغرض الإساءة لشعب عريق من خلال مشاهد وحشية وغير آدمية قام بها فرد من أبناء هذا المجتمع الطيب، حتى أن بطل رواية فيلم “the Goat Life” ، أنقذه أحد أبناء هذا الشعب الطيب فى سيارته الفارهة وأوصله ليتم إنقاذه فى مدن المملكة العامرة.
The Goat Life
نتفق جميعًا أو نختلف ، فالشر والخير متلازمين فى كل زمان ومكان بنسب متفاوتة، سواء كانا فى حضارات ناطحات السحاب الشاهقة ، أو الجزر المجهولة فى المحيط الهادي الذي يسكن شعوبها الأكواخ ،ويلتحفون ويكتسون بأوراق ولحاء الأشجار، ويقتاتون على لحوم البشر، فأصوات الخير الرافضة للشر هى مجرد فطرة نولد بها ، فطرنا عليها الله عز وجل، وجاء الدين الاسلامي فى كتاب محفوظ، لا يمكن تحريفه ليعزز تلك الفطرة العظيمة الرافضة للشرور فى قلوب البشر، لذلك عمرت وامتد الحضارة الإسلامية لآلاف السنين.
ومن الغريب أختيار مادة الفيلم الذي تعتمد على قصة رعي الأغنام، فى تشويه سمعة المجتمع السعودي، وغرس معتقدات وحشية فى نفوس المستثمرين ورجال الأعمال ، أو حتى المعتمرين والحجاج، فى ظل الترويج للمملكة كوجهة سياحية عالمية، ويجسدون الشعب السعودي فى صورة شعب يتعمد إذلال البشر وانتهاك حقوق الأنسان، بل يقودون المسلمين حول العالم الى الإلحاد والردة، بعد التشكيك فى العقيده نفسها التى تعتمد على المثل والرمز والنبراس الذي نهتدي به، وهو رسولنا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام ،الذي كان من أشراف مكة المكرمة، تلك المدينة العظيمة التى ربطت بين دول شمال وجنوب الجزيرة العربية، فقد انتقل رسولنا الحبيب إلى البادية حيث الطيبة والنقاء والصدق والشرف، وكان رعي الأغنام من أولى المهن التى عمل بها نبينا الحبيب قبل الانتقال للعمل بالتجارة.
فكيف يصورون مهنة الرعي بهذه الوحشية ، فما حدث إن حدث فعلًا ، هو مجرد حالة فردية يعاقب عليها صاحبها، مثلما يحدث فى جميع بلدان العالم بمختلف درجة تقدمها.
فلماذا هذه الدعاية والحملة المسيئة للمملكة العربية السعودية وشعبها، لماذا هذا الحقد والغل الذي ينتشر كالنار فى الهشيم، أهكذا يكون جزاء المملكة التى مدت يدها لتلك الشعوب لتحسين أسلوب حياتهم،باستقبال وتشغيل ملايين العاملين سنويًا دون تفريق لعرق أو دين، أهكذا يكون رد الجميل لشعب السعودية الطيب.
لماذا لا يقف الجميع على قلب رجل واحد فى نصرة الإسلام والحق والعدل ، فمهما كان من يقف خلف ذلك ،فالله حافظ وهو خير الحافظين.
شاهد أيضاً
في عيدها الوطني الثالث والخميس المجيد : سلطنة عمان تحقق طفرة إقتصادية
شهد اقتصاد سلطنة عُمان نموًّا بالأسعار الثابتة بلغت نسبته 2.1 بالمائة خلال النصف الأول من …