كشف تقرير لصحيفة The Independent البريطانية الجمعة 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لم ينفق سنتاً واحداً في حملة إعادة انتخابه، ويتردَّد مساعدوه في طلب ذلك، كما أشارت الصحيفة إلى أن ترامب دَخَلَ السباق الأخير بالانتخابات الرئاسية بميزانيةٍ تُقدَّر بثلث ميزانية حملة جو بايدن، لكنه لم يفتح بعد دفتر شيكاته لسدِّ الفجوة.
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه بيل ستيبين، مدير حملة ترامب الانتخابية، إنهم وصلوا إلى أكبر قدرٍ من التبرُّعات عبر الإنترنت بقيمة 26 مليون دولار خلال الساعات التي جرت خلالها المناظرة، وكان ذلك جزءاً من أفضل شهرٍ على الإطلاق في جمع التبرُّعات، وقد أنفقوا بشدة في ولاية مينيسوتا. وكان ترامب قد خسر الولاية بـ44 ألف صوت في انتخابات 2016.
ترامب لم ينفق شيئاً: دَخَلَ بايدن السباق الرئاسي بأكثر من 177 مليون دولار في الحساب المصرفي، مقارنةً بـ63.1 مليون دولار في حساب حملة ترامب، وفقاً لملفات لجنة الانتخابات الفيدرالية.
رغم قوله في مطلع سبتمبر/أيلول إنه سينفق “ما يتطلَّبه الأمر” إذا كانت هناك حاجةٌ إلى المال، لم ينفق ترامب سنتاً واحداً في حملة إعادة انتخابه، ويتردَّد مساعدوه في طلب ذلك، وفقاً لتقرير صحيفة New York Times الأمريكية هذا الأسبوع.
رداً على سؤاله في سبتمبر/أيلول، قال ترامب: “لكننا نبلي حسناً. كنَّا بحاجةٍ لإنفاق المزيد من المال مُقدَّماً بسبب الجائحة، وبسبب التصريحات التي أدلى بها الديمقراطيون، والتي هي -مرة أخرى- مُضلِّلة”.
كما أضاف: “لكن إذا احتجنا المزيد من المال، فسوف أوفِّره شخصياً، مثلما فعلت في الانتخابات التمهيدية في المرة السابقة. لقد دفعت الكثير من المال، وإذا اضطررت لفعل ذلك، فلن أتردَّد في ذلك. لكن ليس علينا ذلك الآن، لأن لدينا ضعف وربما ثلاث مرات قدر ما كان لدينا قبل عددٍ من السنوات”.
فقد أقرَضَ ترامب مبلغ 43.5 مليون دولار لحملته في العام 2016 خلال الانتخابات التمهيدية بالحزب الجمهوري، ويستخدم ذلك باعتباره دليلاً لدعم مزاعمه بأنه لا يتأثَّر بالمال في حقل السياسة.
يريد التقشف وتوفير المال: لكن حين سُئِلَ عن قدر استعداده لمنح المال في 2020، أضاف ترامب: “سأوفِّر المال مهما كلَّف الأمر. علينا أن نفوز. هذه هي الانتخابات الأهم في تاريخ بلدنا”.
بينما يخوض ترامب الحملة الانتخابية هذا الشهر وفي حوزة حملته 63.1 مليون دولار في الحساب المصرفي، مِمَّا يضعه على قدم المساواة مع ميزانية حملة هيلاري كلينتون في العام 2016، لا يمثِّل ذلك إلا جزءاً بسيطاً من المليار دولار التي جمعها طوال الدورة الانتخابية.
إذ يُعَدُّ هذا هو المعكوس تماماً من الوضع الذي بدأت به الحملتان الانتخابيتان الديمقراطية والجمهورية، إذ بدأت حملة ترامب العام بـ100 مليون دولار في الحساب المصرفي، مقارنةً بـ10 ملايين دولار لحملة بايدن.
الحزب لجأ لجمع التبرعات: بحسب ما كشفه شخصٌ مُطَّلِعٌ على الأمر لصحيفة New York Times، فقد قابلت حملة ترامب اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري الأسبوع الماضي من أجل مناقشة تمويل عمليات الحملة في المرحلة النهائية، بما في ذلك احتمالية أخذ قرض أو تأجيل المدفوعات حتى يوم الانتخابات.
رداً على ذلك، أعلَنَت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري حملةً إعلانيةً بقيمة 55 مليون دولار في الولايات المتأرجحة الرئيسية. وقال تيم مورتو، مدير الاتصالات بحملة ترامب إن الإنفاق مثَّلَ زيادةً بنسبة 40% عن الخطط الأوَّلية.
بينما قال كين فارناسو، نائب السكرتير الصحفي لحملة ترامب، في تصريحٍ له، إنهم كان لديهم كل المصادر التي يحتاجونها “لمجابهة حملة بايدن النخبوية المُمَوَّلة من هوليوود في مراحل هذه الانتخابات”.
كما قال فارناسو في تصريحٍ لصحيفة The Hill الأمريكية: “نحن واثقون أن الشعب الأمريكي بمقدوره أن يخترق بناظريه الستار الدخاني لبايدن، وأن يعرف أن تعبئة القاعدة الشعبية لدينا، والحماس الذي لا يُضاهى، واستراتيجية اللعبة بمقدورها أن تمسح حملة بايدن المؤسفة من على الأرض”.