بغداد (رويترز) – دعت الفصائل المسلحة العراقية التي نظمت احتجاجات على ضربات جوية أمريكية في العراق أنصارها إلى الانسحاب من محيط السفارة الأمريكية في بغداد يوم الأربعاء، رغم عدم ظهور بوادر حتى الآن على الانسحاب.
واحتشد المتظاهرون احتجاجا على الضربات التي استهدفت جماعة مسلحة مدعومة من إيران وأودت بحياة 25 مقاتلا على الأقل، وأشعلوا النار يوم الثلاثاء في موقع أمني قرب السفارة. ورشق المحتجون السفارة بالحجارة لليوم الثاني على التوالي يوم الأربعاء، بينما أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في محاولة لتفريقهم.
ودعت قوات الحشد الشعبي، وهي مظلة لجماعات مسلحة شيعية بالأساس، ”الجماهير المتواجدة قرب السفارة الأمريكية إلى الانسحاب احتراماً لقرار الحكومة العراقية التي أمرت بذلك وحفاظًا على هيبة الدولة“ مضيفة أن ”رسالتكم وصلت“.
وتمثل الاحتجاجات منعطفا جديدا في صراع بالوكالة يدور بين واشنطن وطهران في مناطق مختلفة بالشرق الأوسط، وتثير أيضا غموضا بشأن استمرار وجود القوات الأمريكية بالعراق.
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يواجه انتخابات في 2020، يوم الثلاثاء بالانتقام من إيران، لكنه قال لاحقا إنه لا يريد خوض حرب معها.
جاءت الاحتجاجات بعد غارات جوية أمريكية يوم الأحد على قواعد تديرها كتائب حزب الله المدعومة من إيران داخل العراق، ردا على هجمات صاروخية أسفرت عن مقتل متعاقد أمريكي في قاعدة بشمال العراق.
وأشعل المحتجون يوم الثلاثاء النار في موقع أمني وألقوا الحجارة على قوات الأمن وحطموا كاميرات المراقبة، لكنهم لم يقتحموا مجمع السفارة الرئيسي الضخم.
وبُني مجمع السفارة الضخم على ضفاف نهر دجلة في ”المنطقة الخضراء“ شديدة التحصين في وسط بغداد خلال الاحتلال الأمريكي بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 وأطاح بصدام حسين. والسفارة الأمريكية بالعراق هي أكبر بعثة دبلوماسية أمريكية في العالم.
وتقول واشنطن إن أفراد البعثة الدبلوماسية في أمان وإنها سترسل مئات الجنود الإضافيين إلى المنطقة.
ونصب المتظاهرون خياما ليل الثلاثاء ومكثوا خارج أسوار السفارة. وقال شهود من رويترز إن المحتجين شرعوا صباح يوم الأربعاء في جلب الطعام وأدوات للطبخ وحشايا للنوم، مما يشير إلى اعتزامهم البقاء لمدة طويلة.
وتفاوض ضباط كبار بالجيش العراقي مع المحتشدين خارج السفارة في محاولة لإقناعهم بالمغادرة، لكن دون جدوى. وتضغط واشنطن على القادة العراقيين لضمان أمن موظفي السفارة.
وندد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الأربعاء بالهجمات الأمريكية. واستدعت إيران القائم بالأعمال السويسري بصفته راعيا للمصالح الأمريكية في طهران وقدمت احتجاجا على ما وصفته بالتصريحات الأمريكية ”الداعية للحرب“.
واتهم ترامب إيران بتدبير الاحتجاجات العنيفة أمام السفارة الأمريكية في العراق، وقال إن طهران ستتحمل المسؤولية.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة بصدد إرسال قوات إضافية إلى السفارة. وستأتي القوات وقوامها 750 جنديا في البداية من الكويت. وأضاف المسؤولون أنه يمكن إرسال ما يصل إلى 4000 جندي إلى المنطقة في الأيام المقبلة إذا لزم الأمر.
ويتمركز ما يربو على 5000 جندي أمريكي في العراق لدعم القوات المحلية. وأثارت الضربات الجوية مطالب في العراق بطرد القوات الأمريكية ليس فقط من جانب الفصائل المدعومة من إيران ولكن أيضا من منافسيها السياسيين.